يوسف خليل السباعي
إذا تأملنا كتابات الكتاب المعروفين مثل ألبير كامو، وغابرييل غارسيا ماكيز، وهمينغواي، وغيرهم سنجد أن هؤلاء الكتاب وغيرهم، والقائمة طويلة كانوا صحفيين، ونشروا مقالات ونصوص في الصحافة، ولكن الأمر يتعلق هنا بصحافة قوية، والحقيقة أن الأسلوب الصحفي يختلف تماما عن الأسلوب الأدبي، وهذا أمر بديهي عندي. لكن ألبير كامو استطاع أن يخلق كتابة بيضاء، وهي التي سماها رولان بارث الكتابة في درجة الصفر.
إنني،الآن، في هذه الحلقة أقف أمام كاتب وشاعر وزجال متفرد في كتاباته الأدبية والصحفية، إنه الزميل والصديق الخلوق جلال كندالي، الصحفي في جريدة الاتحاد الاشتراكي، والذي أقرأ له حكايا وزجل ومقالات صحفية وحوارات مع فنانين، ولا أنسى أن جلال له كتبه، وغنت له قصائده فنانات و فنانين مغاربة، ولكن مايهمني هنا في ذاكرتي الصحفية هو المؤتمرات الصحفية، والتي جمعتنا، بالمغرب وإسبانيا، والتي كانت تنظمها كلا من الجمعية المغربية للصحافة وجمعية صحفيي مضيق جبل طارق، وأنا أستحضر المشاهد أجد هذا الصحفي المتواضع، الخلوق دائم الحضور، والتوهج، باعتباره صحفيا ومثقفا، وإنسانا، يمنح المؤتمر، من عنده كل طاقاته، ولايبخل على زملائه وأصدقائه، بكل مايملكه من خبرة صحفية وثقافية، علاوة على إنسانيته وبسمته المضيئة، التي تخرج من قلبه، وحتى عندما يكون وقت للضحك والمرح، تجده يضحك من قلبه، ولايحمل عداء لأحد. وذلك لطيبوبته وأصله.
جمعتنا ذكريات جميلة مع جلال كندالي، لاتنسى، وهو يزاول مهامه الصحفية حتى الآن، بجريدة الاتحاد الاشتراكي، بكل مثابرة، ومهارة، فعندما أقرأ له، أحس بنفسي أمام صحفي مقتدر، وحاذق، يمتلك أسلوبا صحفيا متفردا، وذلك عائد لكونه تربى تدرب، وتكون في حضن الصحافة المهنية الأكثر خلوصا.
إن جلال كندالي، وبكلمة واحدة، كابال الصحافة المغربية.