يوسف خليل السباعي
يعتقد بعض الفنانين التشكيليين، لا أحب أن أعمم، حتى لا أسقط في أحكام القيمة أن الفنان التشكيلي ينبغي أن ينحبس في مرسمه. سيقول قائل، متسائلا: ياأخي، وإذا لم يكن له مرسم؟!… أوه.. فليجلس في منزله، أعني في ركن من منزله، في المطبخ مثلا!… آه هذا جميل!. ولكن يا بطاطا، هل تعتقد أن الفنان التشكيلي ليس إلا مرسمه؟!… طبعا، إنه لايرسم في الغابة، إنه فنان تشكيلي، وإذا رسم في الغابة قد يخرج له أسد، ولكن بما أنه ليس في الغابة، فلا خوف من الأسد، وقد يكون هذا الأسد في الشارع ويحمل هراوة!
الأهم في كل هذا الكلام أن ذاكرتي الصحفية جعلتني أعود إلى صورة تظهر الفنان التشكيلي محمد بوزباع يتضامن…، وهذا هو الفنان الحقيقي، ليس الفنان هو الذي يحضر الرسميات، ويأتي بالصحفيين ليظهر أمام العامل والوالي، ثم يقضي مصلحته الشخصية خلف الأبواب المغلقة. الفنان ليس في مرسمه فقط، وإنما أيضا في الشارع مع المقهورين والمسحوقين والمغلوبين على أمرهم. صدقتم ذلك أم لم تصدقوه، فإن الصورة واضحة تعبر عن حدث، وموقف وفنان محترف حقيقي: محمد بوزباع.
وفي الصورة، كما كتبت ذات يوم: ” الفنان التشكيلي محمد بوزباع يتضامن مع الفئة المظلومة والمغلوبة على امرها ويعتبر أن العيش الكريم والحرية واجب انساني لكل مواطن”.