غادة الصنهاجي
لست الكاتبة، فلم أكن لأمارس الحكي على هذا المنوال المائل، ولا يمكن أن أجعل للشخصيات مآلات بهذا القدر من السوء..
بريئة من كل ما كتبته، قد لا تصدقني يا سيدي القارئ، لكنها عين الحقيقة وبإمكانك النظر من خلالها إليّ، أنا الماثلة أمام كل هذه الكلمات المخادعة التي تغير أماكنها لتتخذ معان أخرى.. لم أكن تلك المرأة التي تكتب حتى لو حملت اسمها، مجرد تشابه بلا صلة، ولست بذلك الغباء/الدهاء على كل حال..
لقاء بلا فراق ومسافة واهية وحواجز ورقية..بيننا باب حرف..من فينا تملك قفل القلب؟ ومن لديها مفتاح الباب؟ ومن المكبوحة؟ ومن الجامحة؟..
أنكر مجدّدا أنني هي، وأكره أن أكونها، وأعجز عن الهروب منها.. إنني رهينتها، تكبّل أحاسيسي بفكرها، تقول إن لدي قلبا مختالا ولديها عقلا محتالا، وبأن كلتينا ماكرتين في التخفّي والظهور.. فمن فينا الأحقّ باقتفاء أثر الكتابة، أنا أم هي؟ ولمن ستنسب الفكرة ولمن سيعزى النص؟
أتدري أيها القارئ، مازلت مصرّة على دحض علاقتي بالكتابة، وإتلاف أوراقها بنفسي، حتى لا تحاسبني وأنت تحسبني هي !