أحمد الحبوسي، والتأرجح بين تمودة تطوان وأنا الخبر

يوسف خليل السباعي

هذا الصحفي الذي أتحدث عنه في هذه الحلقة من ذاكرتي الصحفية هو من الصحفيين القلائل الذي اقتحموا العمل الصحفي بروح وثابة، وبعصامية، ورأس يرغب في التعلم، والتكون، والتدرب، واستيعاب، بهذا القدر أوذاك، هذا الحقل الصحفي الشاسع، الممتد، والمركب، الحقل المتعدد الجوانب. إنه أحمد الحبوسي فيل جريدة “تمودة تطوان”، ليس فيل سيرك، يقوم بحركات تدرب عليها، وإنما فيل قائد، لايخضع لاحتفالية السيرك.

قاد أحمد الحبوسي بتعاون مع هيئة تحرير الجريدة، التي كانت تتشكل، في نهاية مسارها الصحفي، من يوسف خليل السباعي وياسين البردوني وأنس الحسيسن، بعد أن طلع محمد ماشان، مدير ورئيس تحرير الجريدة، إلى وزارة الاتصال بالرباط في ذلك الوقت، وقالوا له بالحرف بالإبقاء على هذه الأسماء فقط، وبالطبع، كان عبد السلام أندلوسي مدير التحرير، ولكنه غادر الجريدة بعد عمل صحفي مكثف ومنهك، وهكذا أصبح أحمد الحبوسي، لتفرغه، سكرتير تحرير جريدة “تمودة تطوان”، وهاهو الفيل أحمد الحبوسي يخلو له الجو، والمسرح، ويتمتع بصلاحيات، وقاد الجريدة، بالتعاون معنا، وبتضحياتنا، كانت الجريد تصدر، وتخرج، وتقرأ، وكل أسبوع قبل صدور الجريد يحمل الفيل ونحن معه هذا الثقل الصحفي على ظهورنا، ولكن ظهره كان صلب كالجدار دون أن يشعر به، لأنه فيل، برغم أننا كنا نسمع نهيمه من وقت لآخر، ونضحك، وأكثر من كان يضحك الصحفي اللامع المجتهد ياسين البردوني. وبقي الحال على ماهو عليه إلى أن أقفل المدير باب الجريدة وبدأت المحاكمة. وهذه تفصيلات لن أتكلم عنها الآن.

أحمد الحبوسي سكرتير تحرير جريدة “تمودة تطوان”.
جاد في عمله، خلوق، ويحب أسرته الصغيرة والكبيرة.
مواظب في عمله، ومثابر وجدي.

استطاع أن يفرض نفسه بقوة وكفاءة في غابة الصحافة، واشتغلنا معا في جريدة “تمودة تطوان”.

أخطأت في حقه مرة، وامتلكني غضب منه، لما تصفحت الجريدة، ولم أعثر على عمودي، والحقيقة أن العمود كان منشورا، غير أن نسخة الجريدة التي اقتنيتها كان مبتور منها بعض الصفحات. الآن، أكرر اعتذاري له مرة أخرى.

رجل متسامح، ديناميكي، أصيل، إبن ناس، وقد استطاع، مع مدير جريدة “تمودة تطوان” محمد ماشان، وبمعاونة بعض الزملاء، رفع القيمة الإعلامية للجريدة.

وماكان يروقني في هذا الصحفي أنه يحب الطبيعة: الجبال. ولوكان مستقرا في بلد أوربي لكان متسلق جبال، ولكنه يشد بقوة على حبال الصحافة صاعدا على صفحاتها كمالو كانت جبلا ، بعناء وجهد وتصميم، يمكنه الوصول إلى قمته.
ذاق عسل ومرارة مهنة المتاعب، وهاهو يواصل عمله الصحفي بعد فناء “تمودة تطوان” بإنشاء جريدته الإلكترونية أنا الخبر.

Loading...