فؤاد زويريق
إذا كان لجمهور الوداد “الوينرز”، ولجمهور الرجاء “الغرين بويز” وهما جماهير الكرة الأكثر شعبية في المغرب “كابو” خاص بكل واحد منهما، فإن لجمهور التلفزيون وهو الجمهور الأكثر عددا وانتشارا كابو خاص به أيضا، كابو لا يتقيد بقميص معين ففي كل طلة من طلاته تجده بقميص مختلف، ألوانه متعددة لا هي خضراء ولا هي حمراء، قمصان تتغير بتغير الشخصيات قد تكون واقعية وقد تكون متخيلة ، كابو يعرف كيف يُراقص جمهوره بفنه وكيف يقوده بإبداعه، يخلق الحماس بسخريته من كل شيء وبأي شيء، يقتنص المواقف ويتهكم على الواقع، يحتقر الأغبياء ويخاطب الأذكياء، مُتمكن من أدواته ومتفرد في أسلوبه، ملك المحاكاة ومايسترو الباروديا في المغرب، لا ينط ولا يتقافز أمام جمهوره لكي يضحكه، فبكل هدوء وسلاسة يمرر رسالة تلو أخرى ساخرة في شكلها ومضمونها، لكنها مُرّة لأنها تمثل كل شخص يرتدي قميص الواقع المغربي بكل أرقامه وتموقعاته، سواء كان في الدفاع أو في الهجوم أو في الوسط، الكل يقف أمام مرآة الباروديا ينظر الى الكابو لكن في الحقيقة هو ينظر الى نفسه.
محبوب لدى جمهوره لأنه لا يستغبيه ولا يستحمره ولا يقتل داخله حاسة الذوق كما يفعل البعض، يحترم جمهوره ويحترمه، جمهوره فسيفساء من كل الطبقات والفئات والأعمار، لا فرق فيه بين غني ولا فقير إلا بالذوق الفني الرفيع، في كل موسم يلهب مدرجات التلفزيون ب”تيفوهاته” الساخرة و”شعاراته” الفنية الراقية، سينتهي هذا الموسم كما انتهى الذي قبله وسيبقى هذا الكابو يتحفنا بإبداعه الذي لا ينتهي ولن ينتهي ما دام مستمرا في اجتهاده وطموحه واحترام ذكاء جمهوره، هذا الكابو هو كبور هو الزبير هو أنا هو أنت هو حسن الفد بكل بساطة، قال الأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله يوما ”السخرية لا تنمو في أرض الجهل” ولا أظن أن أرضنا أرض جهل، أو على الأقل هكذا نتمنى.