الحلقة السابعة والعشرون: الجمعية المغربية للصحافة، زمالة وصداقة وحب!

يوسف خليل السباعي

في القلب المزهر والنابض للجمعية المغربية للصحافة، والتي أسسناها أنا ومصطفى العباسي وأحمد المريني وعبد المالك الحطري وجواد الكلخة، ثم رحل المريني، ودخل آخرون، ولكن الجمعية كافحت وناضلت لتصل إلى ما وصلت إليه من تألق ورقي إعلامي بماحفلت به من أنشطة ومؤتمرات عديدة في المغرب وإسبانيا، بعد وضع اتفاقية بين جمعيتنا وجمعية صحفيي منطقة جبل طارق، وأصبح لها فروع في بعض المدن المغربية وأسماء صحفية-، في هذا القلب، الذي مازال يخفق، حققت الجمعية المغربية للصحافة قدرتها الدقيقة والمنتظمة والفاعلة والنشطة ليس على صعيد التنظيم فقط، وإنما في الارتقاء بالعمل الصحفي والفعل الإعلامي الوضاء، والخصب، لأن هناك من سيظن أو يتخيل أن المؤتمرات الصحفية والإعلامية للجمعية كانت رحلات، أو تهوية، أواستمتاع، قد يكون بعض من هذا، ولكن الأهم، هو أن المؤتمرات التي كانت تنظم، وهي تنظم وستنظم مستقبلا( كان آخر مؤتمر بألمونيكار، مع الأسف، لم أتمكن من المشاركة فيه لأسباب شخصية)، تطرح مواضيع إعلامية محينة ومحددة، ولها صلة بالواقع الإعلامي والسياسي والأمني والحقوقي والثقافي للبلدين، ثم إن مايربطنا بالصحفيين الإسبان، ليس زمالة فقط وإنما صداقة وحب، ورابطة متينة، كانت مع الصحفيين الإسبان ورئيس الجمعية الأول، الذي نسيت إسمه، أو الثاني استنسلاو أو الثالث والرئيس الحالي خافيير. وإن قيمة ماهو إعلامي محض، وفيه توازنات واعتبارات ومهنية، وماهو إنساني وتاريخي وذاكرة إعلامية مشتركة، فيما بين أعضاء الجمعية وجمعية الصحفيين الإسبان، هو مايؤسس لعمل إعلامي مضبوط ومنسجم ومختلف ، وهذا مالم يفهمه بعض الصحفيين وحتى الصويحفيين، والذين يعتبرون الصحافة أرقام وحسابات، وبرغم أن الجمعية المغربية للصحافة، أتكلم هنا كأحد المؤسسين لها ، طعمت بعناصر جديدة، إلا أن مكتبها قائم، ومصطفى العباسي يعرف هذا، لكن الشيء الوحيد حقيقة الذي يحز في النفس كثيرا هو أن الجمعية لاتتوفر على مقر، ولا أتكلم عن مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي عاش في فترة الخراز ومات في فترة إدعمار، وفي وقت من الأوقات حوربت من طرف أشخاص من الجسم الصحفي، وكتبوا ماكتبوا من خزعبلات، وترهات، ولم يفلحوا في تحطيمها، وهي مسألة تتعلق بالطبيعة البشرية المعلنة والوقحة لأولئك الحاقدين، إلا أن سفينة الجمعية المغربية للصحافة وشقيقتها الإسبانية تشقان دائما عباب البحر، إيابا وذهابا، من خلال رسم طريق شاسع نحو الضوء الإعلامي المشع الذي يزيد من خفقان قلبها الحالم.

 

Loading...