ٱلبير كامو والشجاعة

يوسف خليل السباعي

من يكون شجاعا يجابه الآخرين ويتحداهم، خصوصا أولئك الذين يريدون إضعافه، ولاتهمه النتيجة.

والشجاعة ليست قوة فقط، وإنما فرض لقيمة طبيعية في الإنسان، والإنسان الشجاع لايخاف من قول الحقيقة، ولايهرب، بل يتحدى ولاينهزم. أما الذي تنقصه الشجاعة، فهو دائم البحث عن فلسفةما ليفسر ذلك النقص.

ألببر كامو كان محقا حين كتب عن أولئك الذين تنقصهم الشجاعة.

أفكر الآن في مسرحية “الأم شجاعة” لبريخت.
كان ألبير كامو صحفيا شجاعا وكاتبا وفيلسوفا، وترك روايات هامة للغاية، وتوفي في حادثة سير، تاركا رواية مخطوطة، نشرت فيما بعد بعنوان “الرجل الأول”.

كل قراءاتي لنصوص ألبير كامو كانت بالفرنسية، وليس بالعربية، باستثناء “الغريب” و”السقطة” قرأتهما بالعربية والفرنسية.

وكانت كتابته (بيضاء) كما كتب عنه رولان بارث في كتابه” الدرجة الصفر للكتابة”.

ولكن الأهم في كل هذا هو أن ألبير كامو كان له أسلوبه المميز سواء في الكتابة الروائية الإبداعية والصحفية.

ومن هذا الأسلوب تعلمت بعض الأشياء على صعيد الكتابة، في بداياتي، ثم هناك شيء لاينتبه إليه في الكتابة كثيرا، ويتعلق الأمر هنا بأن الكتابة قد يكون لها تأثير من خلال مايسمع ومايرى، ولكن أكبر تأثير قد يكون لها حتى في المجال الصحفي هو (الإيقاع)، ولن أقول الكتابة بصوت مرتفع كما تكلم عنها رولان بارث في كتابه “لذة النص”، وهذه الأخيرة كما كتب بارث مكانها في السينما.

Loading...