بمناسبة اليوم العالمي للبيئة منتدى جمعيات مرتيل يطلق مشروعه “تعزيز المشاركة المواطنة لحماية البيئة بمرتيل” ويدعو الجمعيات المحلية إلى الانخراط في هذه الدينامية الجديدة.
توقف رئيس منتدى جمعيات مرتيل جواد الديوري مطولا عند المكسب الهام والمتفرد المتمثل في إحداث الهيئة الاستشارية لحماية البيئة بمرتيل تتويجا لحملة الترافع التي قادها المنتدى منذ شتنبر 2019 بناء على تشخيص علمي دقيق للاختلالات والمخاطر البيئية التي أصبحت تتهدد المدينة وتحد من فرص التنمية بها. ودعا إلى التعجيل بهيكلة هذه الهيئة وتفعيلها كآلية تشاركية في تدبير الشأن المحلي والمتوقع أن تتكون من فعاليات جمعوية والمنتخبين والمنتخبات والأكاديميين والأكاديميات وممثلي وممثلات المصالح ذات الصلة. ويذكر أن المجلس الجماعي لمرتيل كان قد صادق بالإجماع في دورته العادية بتاريخ 7 فبراير 2020 على المقترح الذي تقدم به المنتدى بخصوص إحداث هذه الهيئة. وكان رئيس المنتدى يتحدث في لقاء تواصلي عن بعد نظمته فعاليات جمعوية محلية بمرتيل يوم 6 يونيو إحياء لليوم العالمي للبيئة تحت شعار ” التشارك شرط أساسي لبناء حكامة بيئية فعالة”. بعد ذلك أعلن عن الانطلاق الرسمي لمشروع المنتدى الموسوم ب “تعزيز المشاركة المواطنة لحماية البيئة بمرتيل” في إطار برنامج مشاركة مواطنة الممول من الاتحاد الأوروبي بشراكة مع وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والعلاقة مع البرلمان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS). ويروم هذا المشروع كما أوضح المتحدث إشاعة الثقافة البيئية وتقوية القدرات الجمعوية وتعبئة الكفاءات وتشجيع الإبداعات المحلية في المجال البيئي. وسيمكن هذا المشروع من إنتاج أدوات ترافعية كتابية/سمعية بصرية لفائدة المجتمع المدني (دليل بيئي وشريط وثائقي، مرشد جمعوي) وحقيبة تربوية لفائدة الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية بمرتيل وبوابة تفاعلية بالأنترنيت للمجتمع المدني بمرتيل وتكوين وإنشاء بنك معطيات في تقنيات إعادة التدوير وتعبئة الفنانين والفنانات الشباب لإصدار أعمال فنية (لوحات وصور شمسية) حول مرتيل في بيئتها. ودعا رئيس المنتدى بالمناسبة الجمعيات المحلية لدعم هذا المشروع والانخراط في هذه الدينامية الجديدة لما ستخلفه من آثار إيجابية على النسيج الجمعوي والترافع البيئي بشكل عام. بعد ذلك تم إطلاق الوصلة الإشهارية الرسمية للمشروع (متوفرة على صفحة المنتدى).
باقي التدخلات سطرت على أهمية التشارك وتفعيل القوانين المنظمة للمجال البيئي لمعالجة الاختلالات البيئية المستفحلة بالمدينة. ذ. يوسف بلحسن إعلامي ورئيس تنسيقية نواة إنقاذ واد مرتيل ركز في مداخلته على الإشعاع التاريخي لواد مرتيل (الدور العسكري، التجاري والاقتصادي والملاحة البحرية والصيد) وأكد على أهمية الديمقراطية التشاركية كآلية أساسية في اتخاذ القرارات وذكر بمرافعات تنسيقة نواة لمدة سنوات والتي شملت المسؤولين المحليين والحكوميين من أعلى المستويات كل ذلك من أجل رد الاعتبار لواد مرتيل وإنقاذه من الإهمال والتلوث الذي طاله. ذ عبد الفتاح المعوني رئيس الجمعية المغربية للبيئة المستدامة بمرتيل تناول في مداخلته بتفصيل الخصائص الطبيعية لحي الديزة ومصادر تلوثه مركزا على الجوانب البيولوجية والصحية: الصرف الصحي، النفايات الصلبة، المياه الشبه الجامدة بالدرع الميت وعزا ذلك إلى غياب الرقابة على الشركة المكلفة بالتطهير وغياب التوافق مع المجتمع المدني وأشار إلى إمكانية اعتماد المعالجة الطبيعية كما دعا إلى التدبير التشاركي والمندمج والمستدام لقطاع البيئة بمرتيل. ذ رشيد الشهيبي رئيس التنسيقية المحلية لنظافة واد مرتيل ومحيطه أكد على أن سبب التلوث بالدرع الميت يعود بالدرجة الأولى إلى المياه العادمة التي تقوم بتسريبها الشركة المكلفة بالتطهير في خرق تام لدفتر التحملات وللقوانين الجاري بها العمل.
وبالتالي فهي تتحمل كامل المسؤولية في الضرر البيئي الذي يصيب المدينة وأوضح أن خلفية تدخل التنسيقية في الترافع البيئي هي خلفية دستور 2011 والقوانين المتعلقة بالبيئة وكذلك أهداف التنمية المستدامة. د عبد الإله المريباح رئيس المكتب الصحي بجماعة مرتيل أشار إلى أن الإكراهات والمشاكل البيئية التي تعاني منها مدينة مرتيل تعرفها جل المدن المغربية لأن الخلل يكمن في التناقض بين نصوص القوانين والتنزيل الفعلي لها كمثال القانون التنظيمي 114/13 الذي يعطي اختصاصات كبيرة للجماعة في المجال البيئي لكن الجماعة لا تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لممارسة هذه الاختصاصات. ثم أبرز بإسهاب المجهودات المبذولة من طرف الجماعة في مجال البيئة والصحة (التعقيم، المناطق الخضراء، محاربة القوارض والحشرات الضارة …) وكان ذ نور الدين مغوز فاعل جمعوي ومسير اللقاء قد قدم في البداية نتائج استطلاع الرأي حول واقع البيئة بمرتيل (أنواع ومصادر التلوث، أدوار الجماعة والسلطة المحلية والجمعيات المحلية) الذي أطلقه المنتدى قبل أسبوع وشارك فيه 586 شخص من سكان ورواد مرتيل ويمكن الاطلاع على هذه النتائج في صفحة “منتدى جمعيات مرتيل” بالفيسبوك. وقد عرف اللقاء نقاشا مهما عبر تعليقات وأسئلة المتتبعين والمتتبعات وعرف نسبة مشاهدة مهمة قاربت ألف مشاهدة في حينها.