كورونا يجعل التطوع في الجيش ملاذا آمنا لآلاف الشبان في هنغاريا

يوسف خليل السباعي

اعتماد على مصدرها أ ف ب نشرت أرتي العربية تقريرا كشف فيه مسؤول في وزارة الدفاع الهنغارية أن 2500 شخص تقدموا بطلبات للتطوع في الجيش خلال أسبوع واحد فقط، بينهم 900 بدأوا بالفعل تدريبهم، وذلك بسبب تفشي البطالة على وقع فيروس كورونا.

وقال تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إن ذلك الاندفاع يأتي ب”فضل تسهيل الحكومة مؤخرا لعملية الانضمام للجيش بهدف تسريع التجنيد، كما أن الانضمام للجيش يوفر استقرارا وأمنا وظيفيا وبات أمرا جاذبا بالنسبة للشبان ممن يشعرون بعدم اليقين الناجم عن التدهور الاقتصادي بسبب أزمة كورونا”.

وبحسب المصدر لا تبشر التوقعات الاقتصادية للبلد البالغ عدد سكانه نحو 10 ملايين نسمة بالخير، كما هو الحال بالنسبة لكافة دول الاتحاد الأوروبي.

وتشير هذه التوقعات، كما أفاد المصدر ذاته، إلى أن الاقتصاد الهنغاري، الذي حقق نتائج جيدة في 2019 مع نمو بنسبة 4,9% ومعدل بطالة قريب من الصفر، قد ينكمش بنسبة 8% هذا العام، بل 10% إذا حدثت موجة انتشار ثانية كبيرة لكورونا، وفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

ولا يعد تعويض البطالة في هنغاريا كافيا، إذ يحصل العاطلون عن العمل على ما بين 200 إلى 350 يورو لا أكثر، ولمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر كحد أقصى، وذلك لأن الحكومة المحافظة تقول إنها تسعى لبناء “مجتمع قائم على العمل” وليس على المساعدات، يقول المصدر ذاته.

ووفقه، يعتبر هذا التوجه أمرا إيجابيا بالنسبة لرئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، الذي رفعت في ظل عهده الميزانية المخصصة للدفاع في الناتج المحلي الإجمالي من نسبة 0,95% في 2013 إلى 1,21% في 2019.

ودائما وفق المصدر ذاته، ركز أوربان منذ عودته إلى السلطة عام 2010، جهوده على التعليم الوطني في المدارس. وهذا الشهر، أعلن الجيش عزمه فتح عشر مدارس عسكرية جديدة في البلاد خلال السنوات العشر المقبلة.

ووفقه أيضا، يؤكد ناندور ماجور أحد قادة المعسكر قرب غيور أن “العديد من المجندين كانوا يفكرون أصلا في أن يصبحوا جنودا”، مضيفا “كورونا فقط دفعهم لاتخاذ الخطوة الأولى”.

ومن الجدير بالذكر، وفق المصدر ذاته، يعد تعزيز الجيش جزءا أساسيا من مشروع فيكتور أوربان للمجتمع، الذي وصفه في عام 2019 بـ”الثورة المحافظة”. وهو يهدف إلى إعادة القيم التقليدية إلى البلاد، القائمة على النظام و”القيم المسيحية”.

Loading...