سعاد الرغيوي
لم نخرج لنطالب بتعويض عن التوقف عن العمل، بل نحن من قدمنا تبرعا لصندوق مكافحة الجائحة بمبالغ طائلة.
لم نخرج للعمل، بل كنا أول من أغلق المكاتب ودعا لاحترام وتطبيق قانون الطوارئ الصحية، وكنا متضررين ماديا ومعنويا من ذلك.
لم نخرج لمساندة زميل، فهو قيدوم زاول المهنة لأكثر من ثلاثين سنة وقادر على استرداد حقه بالمساطر القانونية.
المحاميات والمحامون أطلقوا صرخة من أجل احترام القانون، الإفراغ له مساطر، وله إجراءات. جميع إجراءات التنفيذ متوقفة بناء على قانون الطوارئ، إلا الإجراءات المتعسفة والتي تفرغ مكتبا للمحاماة ليلا ودون إعلام صاحبه ودون حكم قضائي.
مكاتب المحامين والمحاميات لها حرمة ومشمولة بالسر المهني، وقد تتواجد بها وثائق المواطنين والمواطنات الخاصة، وملفات وأحكام قضائية متعددة، لهذا سن المشرع مساطر خاصة لتفتيشها ولإفراغها.
لا نريد أن نكون فوق القانون، فنحن حماته، نريد فقط، كسائر المواطنات والمواطنين، ألا نكون “تحته”.
مهنة المحاماة تتمتع بالحصانة وفق المواثيق الدولية، حصانة لا نطلبها لأنفسنا، بل حماية للصفة التي نحملها ولما نحن مؤتمنون ومؤتمنات عليه.
تحية للسادة النقباء ولجميع الزميلات والزملاء من جميع هيآت المغرب، وقفة اليوم كان لا بد منها ولو في هذه الظروف.
عاشت مهنة المحاماة حرة ومستقلة.