سينما: غياب السيناريوهات الجيدة التي تتمتع بالفكر والخيال الفني والرؤية سواء كانت واقعية أم سيريالية
أمير العمري
لا يصلح القول بوجود “سينما مستقلة” وسينما غير مستقلة، أي تابعة أو خاضعة.. الخ، بل سينما فنية وسينما استهلاكية، سينما نخبوية، وسينما شعبية كما هو في جميع أنحاء العالم.. كما لا يوجد شيء اسمه “سينما الواقعية الجديدة” في مصر، بل هناك أفلام واقعية جيدة وأفلام واقعية غير جيدة، سواء كانت قديمة أي قبل ظهور مخرجي الثمانينات، أو بعده، وفي جميع الأوقات. فأفلام صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح وبركات ليس من الممكن اعتبارها “واقعية قديمة”، والا فما الفرق بينها وبين أفلام عاطف الطيب ومحمد خان، الفرق في الأسلوب وليس في الانتماء المذهبي. والواقعية الجديدة في السينما الايطالية نتجت أولا وثانيا، عن تدمير الاستديوهات وما سببته الحرب من دمار، فاتجه من يريدون عمل أفلام، إلى التصوير في الشوارع باستخدام معدات تصوير بسيطة وممثلين غير محترفين.. وكانت مواضيع هذه الموجة تدور حول الحرب أو أثار الحرب.
لذلك نشأت هذه الحركة التي اعتمدت أيضا على أسلوب شبه تسجيلي. أما في مصر، فالحمد لله، الاستديوهات أصلا هجرها السينمائيون بعد ظهور كاميرا الديجيتال وتوفر الشقق والشوارع ولم يعد أحد يبني ديكورات داخل الاستديوهات أو يصور بكاميرات سينمائية تقليدية، والممثلون الهواة والمحترفون، أصبحوا “على قفا من يشيل”، طبقة كاملة تجلس في المقاهي. لكن المشكلة هي غياب السيناريوهات الجيدة التي تتمتع بالفكر والخيال الفني والرؤية… سواء كانت واقعية أم سيريالية.
أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت.