تحرير: أ. ح
أخيرا خرجت جامعة كرة القدم ببروتوكول عودة المنافسة، وبعد طول انتظار أعلن رئيس الجامعة فوزي لقجع عن تفاصيل بروتكول العودة، بداية بتداريب الفرق على أرضية الملاعب التي ستستهل في 24 يونيو بالقيام بتداريب انفرادية قبل أن تتوسع بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر، كانت فيها التداريب افتراضية، التي نهجتها جل فرق البطولة الاحترافية فيما بالنسبة لبطولة الهواة، فالأمر لم يكن يسيرا…
قبل الكشف عن بروتوكول استئناف النشاط الكروي عم صمت طويل خلال فترة الحجر الصحي، الذي خضع لها المغرب بسبب انتشار وباء كورونا، التي زعزعت حسابات اقتصادية واجتماعية ورياضية، فالأهم كان هو حماية المواطن من أية إصابة والخروج بأقل الأضرار من كوفيد 19.
قرار العودة سيترك القيل والقال، ولكن أحيانا هناك قرارات صعبة لا بد من اتخاذها، وقد يرى البعض أنها ليست في صالحه في ذات الوقت تراها عيون أخرى أنها تخدم مصالحه، وهنا لا بد من استحضار ما كانت قد سبقت إليه فرق عصبة الهواة بإنهاء الموسم، وهو الطلب الذي بقي معلقا، ثم أصدروا بلاغ استحالة العودة، وكأنه جاء استباقيا في نوع من الضغط، ووضعوا سيناريوهات الصعود والنزول، الخلاصة أن بطولة الهواة ستعود أسوة بالبطولة الاحترافية.
حقيقة أن الوضعية صعبة، واستثنائي وسينتج عن قرار العودة تباينات في الآراء والنقاشات، لكن ما الحل أمام ظهور وباء مفاجئ بعثر جميع الأوراق، وما زال يتطلب الحيطة والحذر منه، وعدم التراخي له. البروتوكول، الذي كشفت عنه الجامعة من مضامينه عودة الفرجة الكروية يوم 25 يوليوز حيث ستنطلق المباريات المؤجلة، التي ستستمر حتى 6 غشت، فيما ستستأنف البطولة بدوراتها في 12 غشت وستستمر حتى 13 شتمبر .
وعلى ذكر هذه المباريات المؤجلة، فهي أثقلت البطولة الوطنية هذا الموسم، وشكلت وجها معيبا في المنافسات الكروية، وبات ضروريا تفادي هذه الظاهرة، التي تربك حسابات الفرق، لاسيما تلك التي لا تشارك في أية بطولة قارية، وبات من الضروري أن لا يتكرر هذا الكم الهائل من المباريات المؤجلة.
مباشرة بعد الإعلان عن هذا البروتوكول فتحت شهية المحللين في نقاش مستفيض لمحتوياته، وبكل تأكيد ستكون هناك آراء متضاربة بين الفاعلين في الشأن الكروي بالمغرب، الذي فضل السير على البلدان،التي اختارت استئناف البطولة ومن دون جمهور، وهو ما لم تألفه الملاعب التي كانت تهتز بصيحات ألاف الجماهير، لكن الاختيارات لم تكن متعددة، فالحلول انصبت على الخروج بأقل الخسائر.
في واقع الأمر، ما يعاب عن هذه اللحظة، ليس أمر العودة، وإنما الصمت، الذي لازم فترة الحجر الصحي حيث كانت نقاشات عودة البطولة جد محصورة ، فخلال المدة السابقة، كان الخطاب الرسمي الكروي غائبا في إبداء فرضيات استئناف البطولة، وكان الكلام جد محتشم، لاسيما وأن الفترة صادفت تحمل وزير جديد لقطاع الثقافة والشباب والرياضة… وبعيدا عن هذا فإن من مصلحة كرة القدم الوطنية العودة، لأنه كلما ما توقفت البطولة الوطنية، إلا وازداد التحول نحو الاهتمام بالبطولات الأجنبية الأكثر شهرة، التي استأنفت دورانها، حيث كانت البداية مع البطولة الألمانية ثم الإسبانية فالإنجليزية، وقد أظهرت الإحصائيات عن تسجيل نسبة كبيرة في متابعة بطولة القارة العجوز.
بروتوكول العودة جاء مليئا بالتواريخ، فتاريخ نهاية الموسم الكروي سيكون يوم 13 شتمبر على أن تدخل الفرق في راحة واستعداد للموسم الجديد لمدة شهر لتظهر البطولة الوطنية، والكل يأمل في أن يكون كوفيد 19 قد رحل أو وجد له لقاح يحد منه، وتم احتواؤه، وهذا ما سيجعل الحياة الطبيعية تعود، ومعها تتحرك القطاعات المتضررة بما فيها القطاع الكروي.