عن الاستغلال الصحفي أحدثكم…

يوسف خليل السباعي

حين أكتب خبرا صحفيا يطلع صوت أو “أصواتا” من الزمن القديم ليكتب تعليقا لا علاقة له بالخبر، وإن كنت، فعلا، أؤمن بأن “الخبر مقدس والتعليق حر”.

والحقيقة أن من يريد أن يصفي حساباته الشخصية، فليحاول أن يلعب بعيدا عن مرماي، ومن يريد أن يزرع حقده الدفين واللعين، فليحاول أن يزرعه في نفسه الأمارة بالسوء، فأنا لا أملك إلا نفسا شيقة، ولا أسيء لأحد، وأنا أعرف أكثر من غيري، مايدور ويجري في حقلنا الصحفي منذ زمن بعيد، لأنني لست وليد اليوم، فأنا جذوري في الصحافة ضاربة منذ القدم، وماقدمته للصحافة المكتوبة وغيرها يعرفه الأذكياء. أما الأغبياء، الذين يأكلون ويلعنون، لا أحب أن أكشف عن مافعلوا، وماكان يجري حقيقة في حقل الصحافة المحلية والجهوية العامرة بالمستغلين اعرفه، وأعرف أكثرالكتاب والصحفيين ويشهد لذلك التاريخ، حيث كانوا استغلاليين، ومنهم من مات ومن هو باق على قيد الحياة، فهؤلاء كانوا يستغلون كل من يكتب معهم، ولم يقدموا له شيئا، بل قدموا لأنفسهم الشيء الكثير، إلى أن جاء يوم وذهبت الرياح بجرائدهم، ولم يبق لها أثر إلا في الأرشيف، وفي الأرشيف تصفر وتذبل، وتأكلها الحشرات، وليس القيمين على الصحافة المحلية والجهوية وحدهم الجزارين، بل حتى في الصحافة الوطنية كان هناك تقطيع أطراف اللحم، والتمييز، و التعويضات الهزيلة، التي لاتشتري لك قميصا ملائما، أو حذاءا جديدا تعوضه بالقديم.

إن لإنسان في كل حالاته السابقة، صحفيا، أو غير صحفي، وحتى اليوم يلتهم أخاه الإنسان.

ومع كل هذا، لن أصادر حق أي أحد في التعبير والتعليق، لأنني أؤمن حقيقة، وفعلا، بحرية التعبير، وليس كلاما فقط.
وما لاينكتب أو ينقال هو أفظع!

Loading...