جمال سماحي، الصحفي الهادئ صاحب رسالة

يوسف خليل السباعي

أعرفه منذ زمن، نتناقش في هدوء، ونسبر غور الأوضاع الاجتماعية والسياسية، بل وحتى الصحفية والإعلامية، ولكن نجعل هذه الصحافة في مرتبة ثانية، لأن الجرح كبير اليوم، فلم تعد صحافتنا كما كانت في السابق، ومع ذلك أجد هذا الحرص على تطويرها، بهذا القدر أو ذاك، على مستوى التحرير الصحفي عند الصحفي الهادئ جمال سماحي الذي يشتغل صحفيا مع ” هسبريس” أمرا ممكنا.

كانت تجربته مع الصحافة قد بدأت أثناء العمل الحقوقي وتحقق النضج المفاهيمي فيه، الأمر الذي جعله ينفتح على الإعلام لنشر تقارير الجمعيات الحقوقية التي كان عضو مكتب بها.

وفي سنة 2009 بدأ مشوار الكتابة الصحفية مع منابر محلية ثم جهوية.

وظل على ذلك الحال، يحفر في الصخر إلى أن تطورت هذه التجربة إلى تأسيس شركة إعلامية مع بعض الزملاء، وذلك بخلق الصحيفة الإلكترونية “أنباء المغرب” في سنة 2014 والتي عمرت إلى سنة 2018.

وفي 2019 بدأت تجربته الوطنية مع الصحيفة الإلكترونية بالمغرب “هسبريس”.

وفي حقيقة الأمر، إن الحديث عن التجربة الصحفية، وقصة معاناته معها، ومع مصادفات الطريق والحياة، لن يسعها هذا الحيز الضيق، ولكنه، يعتبر الكتابة الصحفية رسالة يسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على المجتمع بكل تفاصيله، عن طريق تغطية الأحداث، تقديم الظواهر الاجتماعية، النبش في الذاكرة التاريخية خاصة لتطوان والتعريف بمآثرها العمرانية وطابعها الأندلسي عبر ريبورتاجات.

وبما أن حقلي صحفي ممتد، وشاسع، و جسمي التاريخي يعرف الأغوا الصحفية والإعلامية، وأنتمي لهذا الحقل الضخم منذ زمن، فإنني أعرف أن جمال سماحي الصحفي الهادئ يؤمن بأن الصحافة هي رسالة قبل أن تكون مهنة، وفي نظره، وهذا من حقه، تعبيرا، أن الصحفي ينبغي أن تكون له الموهبة والإلمام بأجناس الصحافة، وهما، في منظوره الشخصي، شرطان أساسيان لإتقان مراميها، حيث يعتبر أن تطوير الملكة أساس لتطويرها، وما عدا ذلك فلا يعدو أن يكون تطفل وتكلف.

Loading...