بقلم: أ. ح
جائحة كورونا، الذي حلت بالمعمور ومن دون سابق إنذار، فرضت على السلطات القيام بعدة إجراءات كانت تروم الحفاظ على صحة المواطن، حيث دخل المواطنون لفترة طويلة في الحجر الصحي قبل أن تبدأ الحياة بالعودة إلى طبيعتها وفق قواعد احترازية هي الأخرى تهدف إلى جعل صحة المواطن، من الأولويات، وهكذا أصبح المواطن يستمع إلى جملة من النصائح، التي هي ضرورية للتعايش مع فيروس كورونا، على الرغم من أن البعض يستهتر باحترام هذه القواعد، التي هي في آخر المطاف حماية لنا جميعا.
وفي سياق التخفيف من الحجر الصحي، والموسم الصيفي يحل بين ظهرانينا، أصبحت الشواطئ قبلة للمستحمين، هذه الشواطئ، التي شهدت في المواسم الماضية ظاهرة اكتراء المظلات، التي انتشرت كالنار في الهشيم، ولاتعرف من يتوفر على رخص الاستغلال من عدمها. مع حالة تخفيف إجراءات الحجر الصحي، عملت السلطات العمومية على وضع شروط استعمال المظلات من طرف المستحمين، التي من أهمها أن تكون هناك مسافات الأمان بين المظلات تفاديا من تفشي كوفيد 19 في حين لم يسمح بمكتري المظلات باستغلال مساحات الشواطئ.
بالرجوع إلى ما كانت تعرفه الشواطئ بالأمس القريب، فإن أسرا عانت كثيرا من مضايقات من أصحاب كراء المظلات، الذين وإن استغلوا فضاءات الشاطئ وفق رخص خاصة، إلا أن العملية كانت تشوبها مظاهر اعوجاج متعددة، تكون ضحيتها الأسر، التي تجد نفسها محاصرة يمينا ويسارا، وتدخل في صراعات مع أصحاب المظلات، الذين لا يتركون مساحة فارغة إلا ونصبوا فيها المظلات. وهناك شكايات كانت تصل إلى المسؤولين بسبب بعض السلوكات، التي كانت تصدر من أصحاب المظلات، وكم من أسر فضلت الانصراف على أن تدخل في مشادات مع مكتري المظلات.
صحيح، أن بعض المهن الموسمية تفتح فرص العمل، وتشجع الشباب على أن يكون لهم مورد رزق وتربي فيهم روح الاجتهاد، ولو لأسابيع معدودة، لكن ما لوحظ خلال المواسم السابقة أن العملية النظيمية لم تكن ناجحة وتخللتها معوقات أقلقت راحة زوار البحر، الذين يأتون لفضاء الشاطئ من أجل الاستمتاع به.
الآن مع جائحة كورونا، ودخول المغرب فترة التخفيف من الحجر الصحي، لم يسمح باكتراء المظلات، وهو ما خفف الازدحام في الشواطئ وإن كانت الفترة ما زالت في بدايتها،و يظهر أن الانتشار الواسع لاكتراء المظلات والكراسي في المواسم الماضية كان يجعل شواطئنا تبدو وكأنها مزدحمة، ويصعب ايجاد مكان فيها، ذلك، أن انتشار المظلات في كل نقط الشواطئ أساء لعملية الاستحمام، هذا في الوقت، الذي كانت تبذل جهود لإعادة الأمور إلى نصابها، غير أنها في مجملها لم تكن تستمر طويلا حتى تعود حليمة لعادتها.
كوفيد 19، أضر بالاقتصاد، الذي يبحث عن استعادة نشاطه وحيويته، ولعل هذا يتطلب جهودا ومشاريعا تخفف على المتضررين من هذه الجائحة، التي هناك من استفاد منها، والأهم أن يكون صنف المستفيدين لم يتحايلوا أو استغلوا الظروف، وهذا ما نراه مع كل موسم صيف مع ظاهرة كراء المظلات، التي وإن فكر أصحاب الرخص في منحها لمن يستحق، فعليهم وضع معايير وشروط دقيقة للحصول عليها حتى لا تسقط شواطئنا في مظاهر نحن في غنى عنها، وتسيء إلى جمالية البحر، لاسيما وأن الأسر التي تتوجه إلى البحر تأتي من أجل قضاء فترة للراحة والاستحمام، وليس للدخول في شد الحبل بين من يتجاوزون ما تتضمنه رخص الاستغلال من شروط الاستغلال سرعان ما يتم تجاهلها.
ما نراه هذه الأيام في فضاءات البحر أسعد وأثلج صدر عدد من المواطنين، حيث وجدوا أنفسهم مرتاحين يعرفون مسبقا أنهم لن يدخلوا في مشاكل مع مكتري المظلات، وإن كان هؤلاء يقدمون خدمة لمن لا يتوفر على مستلزمات الشاطئ، لكن المشاهد والوقائع، تجعل استعادة البحر لهدوئه بهذا الشكل أفضل مما كان سابقا.