يوسف خليل السباعي
عندما رأى أن زمرة من الرجال يصابون بالجنون أكثر من النساء، كانت على الخط…(ولو أنني تابعت، عن كثب، حالة امرأة مجنونة، في مراهقتي، في مكان، لن أكشف عنه، وهي مقيدة بالسلاسل، وغالبا ماكانت تضرب ضربا مبرحا، عندما تصرخ، وتعض بأسنانها على السلاسل، وحالة امرأة أخرى، كانت تعاني من اضطرابات نفسية ونوبات، قادتها للجنون، لكن الأطباء النفسانيون عجزوا عن تشخيص حالتها، كل واحد يقول شيئا، وهكذا لفقوا لها كل ما نعرفه عن الأمراض النفسية كالذهان الهذياني، والعصاب، والهستيريا، والوسواس، وانفصام الشخصية “الشيزوفرينيا”، وغيرها، وفي الأخير قرروا أن يدفعوا بها إلى مستشفى الأمراض العقلية)…، هي، وكتبت:” النساء كالجبال يصبرن على مشاكلهن، بينما الرجال يتعاطون للمخدرات وللصحبة السيئة”.
وإذن في اعتقادها، أن المشاكل، والمخدرات، والصحبة السيئة، هي مايقود إلى الجنون!
إن ماذكر هنا ليس سوى كليشيهات، فالواقع أكبر من ذلك، لأن المجنون ليس له خطاب، وكلامه مفكك، ولا رابط له، كما أنه لاعقل له، أو لنقل إن (عقله) جنوني، ولهذا يرفضه المجتمع، مع أنه لا يعرف أنه مجنون!
المجنون قد يعيش معنا، لكننا نهمشه، والجنون لايختار، قد يصيب المرأة والرجل، إنه كضربة المطرقة، عندما تضرب، لا تفرق، تضرب فقط!