بيت العنكبوت.. الحيوان يعجبها الطرب

يوسف خليل السباعي

عندما تستمع الحيوانات الأورفيوسية، (نسبة إلي أورفيوس)، الذي كانت الحيوانات تحب غناءه وعزفه، للغناء الطربي تحس بالمتعة. تستسلم للسلام.

السبب في ذلك الطرب هو أنه يبعدها عن العنف والإقتتال.
إن الحيوانات يعجبها الطرب الأصيل لأنها تحب (“أصالة”)، ولكنها لاتستمتع بالهرج الغنائي الذي نسمعه اليوم.

إنها لا تنزعج منه، فكل واحد يغني علي قفاه ويهرق مافي جوفه من كلمات يعجز الأقدمون أن يأتون بمثلها.كلمات تنزل من أدمغة مكسورة، وألحان تسابق عصر السرعة:

عصر ماكدونالد البيتزا والهمبورغر وطاكو، والدراجات النارية التي تطير في الهواء وتقتل البشر، وسيارات اللصوص الفخيمة وأصحاب الفخفخة والغندرة، الذين يسخرون من النفار والطبال والغياط، هؤلاء الذين يعزفون مقاطع جميلة لعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأم كلثوم.

الحيوانات التي يعجبها الطرب كانت تتلذذ بموسيقا وغناء سيد درويش و المعطي بلقاسم والمزكلدي وفويتح،
وماذكرناهم، وتنعم بمايأتي به عبد السلام عامر ومحمد عبد الوهاب والحسين السلاوي الذي كان صوته يرهب الأمريكان.

الحيوانات كانت تفهم أورفيوس وترهف السمع لموسيقاه.
ما من مخرج سوى أن نترك الحيوانات تستمع لأغانيها الطربية وتسلم على أهل الطرب والمغنى ونوزع أنفسنا مع الريح. فليس هناك سوى الريح: طز.

ومع ذلك سأترك الغابة وأستمع لأغنية “سيدتي” وسأطلق “الحمام اللي عندو فالدار ” من قيوده.

ومن أراد أن يغني فليغني، فالساحة “عمرت” و”غاتعمر”…

Loading...