أنوار الخطابي
ظل المرحوم عبد العزيز التخريفة لمدة خمس سنوات وهو يناضل من أجل طمر حفرة تقبع أمام منزله تتجمع فيها مياه الأمطار خلال فصل الشتاء فتتحول إلى مياه آسنة خلال باقي أيام السنة بدون طائل إلى أن أشرفت السنة الأخيرة من الانتداب على نهايتها فوقف رحمة الله عليه راغدا مزبدا متوعدا المجلس بخسارة محيقة في الانتخاباتالقادمة، هنالك انبرى اإيه المرحوم الحاج محمد امنيول معاتبا إياه بكثير من التهكم والسخرية: يا عبد العزيز ماذا كان بوسعك ان تقوله خلال هذه السنوات التي مضت من عمر هذا المجلس لو نحن قمنا بإصلاح تلك الحفرة خلال السنة الأولى.
جواب يلخص بشكل شافي طريقة التعامل والتعالي التي كانت تتجاوب بها الأغلبية المسيرة آنذاك مع مطالب وملتمسات المعارضة.
مرتيل اليوم ليست هي مرتيل الأمس وخيارات الأمس ليست هي خيارات اليوم، وكذلك هي الرهانات ليست كما كانت بالأمس.
لقد جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات بين الأغلبيات والمعارضات وبين الناخب نفسه وبين المنتخب وبين الجميع وبين السلطة الوصية. هذه الأخيرة، وفي إطار برامجها المهيكلة نالت مرتيل حصة الأسد من ميزانية الدولة في إعادة هيكلتها وإدماجها ضمن التصورات الاستراتجية التأهيلية وجعلها كقطب سياحي جاذب للاستثمارات. لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: هل المجالس المنتخبة عندنا سايرت هذا التطور وواكبته بما تراكم لديها من خبرات وتجارب وبما توفر لديها كذلك من أطر منتخبة وأطر ادارية؟… نافلة القول أنه لم يعد للمجالس المنتخبة امام تغول وتنمر السلطة الوصية من جهة والقوانين الجديدة السالبة لاختصاصات الرئيس من سلطة إلا تنفيد تعليمات القياد و الباشاوات والعمال ولما حتى المقدمية كما هو حاصل الآن مع أزمة كورونا، وعليه، فإن أي كلام عن الاضطلاع بمهمة تمثيل الشعب أحسن قيام هو مجرد لغو للاستهلاك المجاني.
بدون لف او دوران نخوش في الموضوع على طول كما يقولوا اخواننا المصريين. فبالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية والذي يحكم المجلس البلدي للمدينة، الشيوعي وطنيا والترغي محليا فإنه بدون EL SHERIF علي امنيول، فإن زعيمه الحالي هشام بوعنان يبدو مثل بطل فيلم الكاوبوي SOLO ANTE EL PELIGRO وحيد في مواجهة الخطر، يطلق الرصاص في كل الاتجاهات ولا يصيب أحدا تارة على المنصات الإلكترونية بأسماء مستعارة وتارة في مواجهات مباشرة مع الخصوم،، زادته الاستقالات الأخيرة من المجلس وفي النفس الأخير من الانتداب الانتخابي وقضية الباركينات غصة في الحلق، وحتى لا نظلم الرجل فلربما موقفه البطولي في تشغيل ثلة من الشباب في شركة ميكومار وكذا وقوفه الدائم والمستميت إلى جانب سكان المدينة في قضاياهم المعروضة على المحاكم واعتراضه على تصميم التهيئة الذي كان يهم هدم العديد من المنازل في الأحياء الشعبية يمكن اعتبارها نقطا ايجابية تجعله رقما صعبا في المعادلة الانتخابية.
حزب الجرار لصاحبه السلطان المولى اسماعيل العربي المرابط والذي جعله مثل جيش البخاري خليطا من الأعراق والأجناس والنحل والملل، فعنده الريفي والعروبي والغماري والعلماني والصوفي فهو يسير به من معركة الى أخرى فاتحا به ملاعب القرب والمقابر والهلال الأحمر ومركز تصفية الكلي، اذ اغلقت في وجهه مستعينا بذلك برضى دار المخزن الى حين، تبقى حظوظه قوية في انتزاع الصدارة في الانتخابات القادمة.
حزبLA MAMA الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي رضع من ثديها جل المناضلين المتواجدين الآن في صفوف أحزاب اخرى والذين قلبوا له ظهر المجن متنكرين لجميله وللسنوات الأولى قبل الفطام، تتحكم فيه اليوم شرعيتان: شرعية المؤسسة تحت لواء القائد لشقر مدعوما من طرف الأجهزة، والشرعية التاريخية تحت لواء الشيخ عمر المختار أشبون الذي يظل مصرا هو وثلة من مريديه وهم في غالبيتهم من شبيبة الحزب وبعض الأطر المحنكة الا الاستقرار بالجبل وعدم الاستسلام وتنزيل السلاح بدهاء الشيخ وعنفوان الشباب والتيمن ببعض ما أنجز خلال فترة تسيير الاتحاد مقارنة مع ما أنجزه الآخرون من ضحالة يستطيع حزب عمر وبنبركة أن يقول كلمته لكن بشرط…؟!.
يشبه أعضاء حزب العدالة والتنمية بتلك الطيور التي تقوم بتنظيف أسنان التمساح فهي مقتنعة تمام الاقتناع ان لا حظ لها في مقارعة الكبار، لكن في المقابل فهي تعي جيدا ان إشباع البطن بفضلات الكبار أفضل من أن تظل جائعة وإلا كيف نفسر مشاركتها في تسيير مجلسين سوى بعضوين أو ثلاثة على أكثر تقدير، ولربما خرجة الصحفي المخضرم يوسف بلحسن المتأخرة والخبير بخبايا الانتخابات تشبه ذلك العصفور الذي بزغرودته ينبئ إخوانه الطيور بخطر محذق قادم يجب الاستعداد له. لاخوف على حزب العدالة والتنمية من إيجاد موقع قدم له خلال الانتخابات المقبلة ضمن سبورة الناجحين ان هو أحسن اختيار المرشحين الأكفاء وخصوصا الإخوان أشكور.
يبقى حزبا الأحرار والاستقلال مثل رجال الدعوة في فيلم “الرسالة” لن يشتد عودها حتى يسلم حمزة. وحمزة هنا التحاق الأعيان بكلتا الحزبين. أما إذا ظلا كهذا فسيقع لهما ما وقع للثلاثة الذين خلفوا.