يوسف خليل السباعي
لا وجه للمقارنة إطلاق بين الراحة والعطلة؟!… إن كل كلمة لايمكن فهما إلا باستدعاء كلمة أخرى.
إن الراحة ليست إلانوع من الكسل، حيث يكون الهدوء مأوى وطمأنينة.
الراحة أشبه ماتكون بالنوم، والاستغراق فيه، حيث لاحركة، إلا في الفراش، أو الارتماء على كرسي، وانعدام الفعل، والعمل.
إنني لا أعمل، لأنني في راحة.
وفي الراحة يغدو الإنسان سلبيا، غبيا، ومتكاسلا، لا منفعة منه ولا منفعة له سوى الانكماش على ذاته.
هاهنا يتخذ الإنسان شكل حيوان معروف، هو السلحفاة.
ولكن هناك كلمة أخرى شقيقة للراحة، ولكنها العطلة. قد نقول، مثلا: الكاتب في عطلة!… آه… أية عطلة!… هل هي عطلة الفكر، أو الاستراحة من الكتابة؟!… إن المسألة مركبة… إن عطلة ما ليست إلا عمل في الفراغ. إنني لا أعمل، لا أصنف، لا أكتب، ولا أنشر، لأنني في عطلة. إنني أعيش فراغي… ولكنني لست في عطلة حيث تحضر الكتابة كرغبة، بمعنى أن الرغبة في الكتابة حاضرة حتى ولو أنني في عطلة.
إن عطلة الكاتب كجري وحركة تتخذ شكل حيوان معروف، هو الغزال.