عن الفلسفة، وأنا!

يوسف خليل السباعي

لست فيلسوفا، أو متفلسفا، ولو أنني درست الفلسفة في المدرسة قديما، وقرأت كتبا في الفلسفة، وحين وصلت إلى الكلية بمرتيل- تطوان في سنة 1983، وكنت من الفوج الثاني، بعد افتتاحها، درسوا لنا الفكر الإسلامي، وكانت الفلسفة ممنوعة، وكان أستاذنا مصطفي الحنفي، الأستاذ الذي أفنى عمره في دراسة الفلسفة. لنتذكر أستاذنا مصطفى الحنفي بكل الخير، في هذا اليوم، والذي على يده تخرجت أجيال، فالرجل كان رجل فلسفة، مثقفا ومتنورا، وليس أستاذ مقررات وبرامج.

إن الفلسفة كانت بالنسبة إلي حلقات دراسية لاغير، ونحن نعرف أن الفلسفة لاترتبط بتصورات ومفاهيم ومنظومات، وأفكار تغيارية فقط، وإنما بأسماء، نذكر، على سبيل المثال، سقراط، أفلاطون، أرسطو، هيجل، كانط، نيتشه، وغيرهم.

ولكن الفلسفة منعت، وماتت، ومايوجد الآن، هل يمكن أن نسميهم فلاسفة؟!… لا أدري. نحن في العالم العربي، بعد ابن رشد، لم يعد يوجد عندنا فلاسفة. ولهذا لايدعي أحد أنه فيلسوف، لأن الأمر ليس إلاتصنيفا. التصنيف هو أن أحكم انطلاقا من تصور خاطئ.أن لا أدقق في معلوماتي.

إنه التسرع في الإدراك الفارغ والتقويم السلبي للأمور.
التصنيف والتقسيم غير برئ إطلاقا. والأمر لايعدو، على هذا المنوال، إلا أن يكون تصنيفا من التصنيفات. والتصنيف غير بريء.

يمكن القول إن لدينا مفكرين ومثقفين وأساتذة جامعيين وكتاب ونقاد، وليس فلاسفة. هناك مايسمى بالنسق الثقافي عند المفكر، والكاتب.

أنا لست فيلسوف، وإنما كاتب صحفي. أؤمن بأسلوب مغاير في الكتابة.

ولاأحب أن يصنفني أحد.

Loading...