يوسف خليل السباعي
لا أعتقد ذلك. فأمريكا لها سياستها، ومصالحها، وتدافع عنها كأي دولة. ولكن هناك الآن هيمنة اقتصادية، الاقتصاد هو من يتحكم. ولكن الحروب الطاحنة بين الدول… المعروفة، وماوقع أخيرا من انفجار في مرفأ بيروت ينذر بالكارثة. إن القضية مركبة، ومتعددة الجوانب. ليست أمريكا وحدها المسؤولة، إذا كنت تقصد الحاكمين وليس الشعب، وإنما الجميع مسؤول عن مايحدث في العالم.
لاتنسى أن هناك دول أخرى كالصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا،. الآن، هناك إيران، والسعودية، والإمارات، ومصر، وتركيا، الكل يتدخل، في هذا أو ذاك.
إن الاقتصاد هو المحرك الأول لأمريكا وغيرها، وعوض أن تكون المصالح مشتركة وتتوخى تنمية الإنسان، يحصل العكس.
وها نحن الآن أمام كارثة إنسانية، ودمار كبير بانفجار مرفأ بيروت، يعطي المثال الأكبر على وجود خلل في المسؤولية السياسية الداخلية والخارجية.
لقد كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر ذكاء بزيارته لبيروت، وتحديدا، لموقع الانفجار الهائل. وهو تحرك يحمل بعدا إنسانيا وسياسيا، لايمكن أن يغيب عن أذهاننا. ومع ذلك، إن القضية مركبة جدا.
كيف يمكن القضاء على الصراعات السياسية، والهيمنة، والحروب، وفتح أبواب الصلح والسلام، في ظل انتشار فيروس كورونا، وماحدث من انفجار في بيروت، الذي يطرح أكثر من سؤال عن المسؤولية التقصيرية وكذلك المسؤولية الجنائية، عن هذا الدمار الكبير والخطير، والذي لايهدد لبنان فقط، بل وكل الدول؟!…
إن الاقتصاد يلعب دورا محوريا في كل صراع، أو حرب، وليست السياسة فقط، ولكن ليس هناك روح تسامحية تغلب المصلحة العامة على المصلحة الذاتية، ومن هنا، تترسخ الهيمنة.