مصطفى بودغية
في كل عيد أضحى يثار مشكل “النظافة” والعمل الشاق الذي يقوم به “عمال النظافة” على مدى ساعات طويلة لمدة يومين أو أكثر، في الوقت الذي يكون أولئك الذين تسببوا في تراكم الأزبال والنفايات في كل مكان يستمتعون بحفلاتهم في تجمعاتهم العائلية أو الأسرية. مع العلم أن هؤلاء الرجال “عمال النظافة” يشقون على مدار العام، يوما على صدر يوم،
ما يزيد من شقاء هؤلاء هو مواقف ومعاملات فئة طويلة عريضة من الملوثين بـ “ثقافة تعظيم القوي وتحقير الضعيف”.
هناك الكثيرون من الذين يقبلون “اليد” التي تصفعهم ويزدرون اليد التي تمتد لهم بالمحبة، وتسعى لخدمتهم.
أحب في “رجال النظافة” تنامي وعيهم بأوضاعهم وسعيهم المتواصل نحو تنظيم صفوفهم للدفاع عن مطالبهم وفرض احترامهم وسط فضاء اجتماعي لا يعترف إلا بالقوة وفرض الذات. لكن في نفس الوقت نندد بسياسة “العين المغمضة” التي تنهجها الدولة ونظامها السياسي وجهازها الحكومي أمام الأوضاع المزرية التي يعيشها هؤلاء العمال ذوي الدور الحيوي في وقايتنا وحمايتنا صغارا وكبارا من أمراض التلوث والعفونة، وحتى عندما تسلم الجهات المسؤولة “دفتر التحملات” لشركة خاصة مفوضة في مجال النظافة لايتم الإلحاح على وضعية عمالها وتثبيت حقوقهم بالكامل ومتابعة حالهم في المستوى التطبيقي.
هذا بينما نجد دولا ومجتمعات تكن احتراما كبيرا لرجال النظافة وتغدق عليهم بالتعويضات فضلا عن “الأجور اللائقة” بهم وبعملهم الحيوي، بينما نجدهم عندنا محرومين ومجردين من حقوقهم، في الوقت الذي نجد فيه البرلمانيين والوزراء الفاشلين المتقاعسين يتقاضون أجورا وتعويضات خيالية من “المال العام”.
على المواطنين أن يساعدوا هؤلاء الرجال الأبطال كل يوم برمي القمامة في مكانها، وإخراج قمامتهم من البيت في أكياس لائقة وخفيفة، وفي التوقيت المحدد، ومساعدتهم في مناسبة عيد الأضحى بعدم رمي بقايا الأضحية في كل مكان، خاصة الأحشاء وجلد الأضحية.
يجب أن نفعل كل هذا ليس احتراما وتقديرا لعمال النظافة فحسب، ل احتراما وتقديرا لأنفسنا أيضا، لأن حالة ووضعية رجال النظافة هي المرآة التي تنعكس عليها صورتنا الحقيقية وحقيقة تطور ورقي وعينا وحسنا الاجتماعـيين.