عبد السلام دخان
هل يمكن ابتكار اشكال جديدة للحياة وهي تواجه مايهددها، الوباء، قانون الطوارىء، الركود الاقتصادي، نكوص التعليم؟
لم يعد بالإمكان منافحة الحياة كقطعة جاز مدهشة، ولم يعد ممكنا ان نجتمع كعائلة في مائدة واحدة. ومحاولة إيجاد أجوبة للأسئلة الحارقة، ولفقدان الحرية والحق في التنقل والسفر والفضاء العام ( الحدائق) من لدن مؤسسة علم الاجتماع، او علم الاجتماع النفسي تبدو مستحيلة، فالرؤية غير واضحة. والخوف من ضياع الكينونة يجبرني على تخليد اثر الحياة ربما في قصيدة ملحمية تشبه تاريخ تطوان المجيد، او تشبه خجل بحر “مرتين” على الأقل انسجاما مع متخيل الذاكرة، وابتكارا لأشكال فن العيش، مادام الإنسان ملزما بأن يكون حراََ تبعا لرؤية جان بول سارتر. بيد ان العودة إلى الأشياء نفسها لاتتم بنفس المقصدية لأن الطريق لم يعد طويلا، والمشاء لم يعد يمتلك نفاذ البصيرة. الطريق لم يعد آمنا بين الأشجار الإسمنتية، وطموح الشمولية لانهائي وهدفها ترويض الأجساد لصالح سطوتها على مجريات الحياة العامة.
ولأن الحياة هي تَحقق لممكنات الطموح الإنساني في الحرية والتقدم والمساواة والمواطنة والعدالة المجالية، فإن حركة المد والجزر بين الشمولية وانتظامات الحياة لن تنتهي بتفضيل المد او الجزر، مادامت مختلف المؤسسات، غير قادرة -لحد الآن- على منح الإنسان الثقة في إمكانية استعادة فن العيش كما تشكل قبل الجائحة، او جعل الإنسان يتعافى من فوبيا العدم الأسود. وبدون شكل فالديالكتيك يواصل ديناميته، وطرائق فن العيش ستظل مهددة بنقيضها، وربما تساوقا مع هذه الأنساق، يتطلب الأمر ما أسماه بول ريكور سابقا “إنقاد الأمل”.