مصطفى بودغية
أصدرت وزارة التعليم في المغرب بلاغا تعلن فيه أنها ستعتمد صيغتي “التعليم عن بعد” و”التعليم الحضوري” في آن معا..وتترك لآباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ الاختيار بين الصيغتين التي يرونها أنسب لتعليم بناتهم وأبنائهم.. رغم أنها تركت لنفسها هامشا مفتوحا للتدخل أو التراجع..عندما أشارت إلى ظروف الحالة الوبائية وتقلباتها..
لكن ما أثارني هو أن هذا البلاغ غير كاف في مثل هذه الأحوال الصعبة..ذلك أنه لا يوضح لنا المعايير والمعطيات والإمكانيات التي اعتمدتها لتطرح صيغتين مختلفتين تماما..كل صيغة تعتمد على وسائل لوجيستيكية مختلفة عن الآخرى..ومن ناحية المعطيات لم يوضح لنا عدد الأسر التي اختارت هذه الصيغة أو تلك..
كيف ستواجه “الوزارة” الأمر في حال اختارت أغلبية الأسر “التعليم الحضوري”؟.. هل تملك البنية التحتية الكافية لتطبيق إجراءات الحالة الوبائية؟.. مثل التباعد اللازم وتوفير المواد المعقمة والكمامات المناسبة والمراقبة الصارمة لأن الأمر يتعلق بأطفال يغلب عليهم طابع الحركية المفرطة والميل للاختلاط واللعب وعدم التركيز الكافي وعدم الشعور بالمسؤولية إلى حد واف..
بالمقابل ما هي إمكانيات اللوجستيك لدى الوزارة في حالة اختيار قسم كبير جدا من الأسر المغربية “التعليم عن بعد”..من المعلوم أن الأمر يتعلق بحواسيب وهواتف وشبكة تواصل..ويتعلق أيضا ببداغوجية مختلفة ترتكز على الرقمي والتواصل عن بعد..من ناحية إعداد الدروس وإلقائها وتقويم نتائجها..
أظن أن الوزارة في حاجة إلى ندوة إعلامية تشرح فيها هذه الإشكاليات أمام المواطنين القلقين على تعليم أبنائهم..ولا يكفي بتاتا أن ترمي ببلاغ ضامر وضعيف من برج عال مفصول عن قلق المواطنين وهواجسهم..