بقلم : حنان الخميسي.
مرت أشهر عدة منذ ظهور الجائحة في المغرب ولا زال الوضع على ما هو عليه، ولا يبشر بالخير فالأرقام والإحصائيات في تزايد مرعب ، وبالتالي أصبح الوضع جد معقد لا يكمن التكهن بما ستفرزه الأيام القليلة القادمة.
فبعد الإنقطاع عن الدراسة حضوريا و مواكبتها عن بعد ألغيت جدولة إمتحانات العديد من المدارس و الجامعات، حيث استكملت الدراسة على هذا النحو رغم أن العديد من الطلبة لم يستطيعوا المواكبة و المتابعة بسبب عدم توفرهم على الإمكانيات و الوسائل من ذلك أجهزة حديثة تمكنهم من المواكبة بطريقة جيدة.
في حقيقة الأمر هذا التأخر في إجراء الإمتحانات كان في مصلحة الطالب والتلميذ بصفة عامة لأنه و مع غياب صورة واضحة عن العواقب المترتبة عن ازدياد عدد الإصابات بوباء كورونا من خلال عدم التقيد بالتدابير الإحترازية من قبيل ارتداء الكمامات، والتباعد الإجتماعي، ونظافة اليدين بشكل مستمر، ناهيك عن عدم تفادي التجمعات الكبيرة خاصة في الأماكن المغلقة،كل ذلك جعل من مسألة إجراء الإمتحانات في هذه الظرفية لا تخلو من مخاطر كثيرة وربما كما يرى العديد من المتتبعين أن هذه الإمتحانات سيكون الفشل حليفا لها، فضلا عن الخطر الذي يمكن أن يواجه الطلبة و التلاميد على حد السواء.
هناك العديد من المدارس آعتمدت منهجية الإمتحانات عن بعد و كان قرارا صائبا يصب في مصلحة الطالب بالدرجة الأولى، لكن مثل هذه القرارات لا يجب أن تتخذ بنوع من العشوائية و التسرع، لأنه في نهاية الأمر و مع غياب شرح مفصل لها، يجد الطالب نفسه داخل دوامة من علامات إستفهام لا حصر لها. ليس هذا فقط بل أيضا فيما يتعلق برمي الكرة لأباء و أولياء الأمور و تحميلهم مسؤولية القرار فيما يخص الإختيار بين التعليم عن بعد و التعليم الحضوري.
للأسف جميعها قرارات عشوائية لا نرى لها مستقبل واضح ولا خريطة عمل واضحة والتي بالتأكيد ستؤثر سلبا على نفسية الطالب خصوصا والأساتذة و الأباء عموما.
إن مسألة اجتياز الإمتحانات مسألة ضرورية تحتاج للحسم في أقرب وقت ممكن لكن : كيف؟ متى؟وأين؟ هي الأسئلة تستوجب الإجابة عنها قبل آتخاذ أي قرار من هذا النوع.
فهل يا ترى من الصواب آجتياز الإمتحانات حاليا و في ظل الأوضاع المزرية التي تعرفها البلاد؟