صباح الخير أيها الفساد

بقلم: أنوار الخطابي.

أعذرني سيدي الفساد المحترم إذا تجرأت عليك هذا الصباح واقتحمت عليك خلوتك المهيبة.لقد احترت في نسبك الشريف وشجرة أجدادك، فلم أجد لك من أثر إلا ما هو مرتبط من جهة أمك الرشوة وخالتك الزبونية وجدتك السرقة، فعلمت عندها أنك لقيط ابن حرام.

ومع ذلك، تتبجح بماضيك التليد، والنعيم الذي كنت فيه، وكأن الناس بلا ذاكرة أو عميت عليهم أبصارهم. يعجبني فيك سيدي الفساد المحترم سنطيحتك وجبهتك المقزدرة وتخراج العينين في وجه الناس البسطاء الذين سئموا وجودك المقزز في وسطهم وكأنك انت دائما هو المخلص والمنقذ لحياتهم المهددة في ارزاقهم.

قالوا عنك جيوب المقاومة وقالوا عنك التماسيح والعفاريت فأصبح الذين قالوا عنك ذلك في خبر كان ومازلت انت كما انت تقدم لنا دروسا في الاستبسال والمقاومة والحفاظ على المكتسبات التي ورثها الفاسدون لاعقابهم. يعجبني فيك كذلك سيدي الفساد المحترم تكيفك مع الواقع مهما علا، أنت مع الإسلامي تزين له أفعاله الشنيعة، فالرشوة تصبح عنده غنيمة، وسياسة المكر والخداع تصبح تدافعا، ومع اليساري يصبح الإغتناء الغير المشروع الحق في ضريبة النضال والدسائس تسمى بالديمقراطية الداخلية.

لرؤساء الجماعات ومن والاهم من اصحاب الامضاءات خصصت لهم مكانة خاصة في قلبك أيها الفساد المحترم، فهم خدامك الأوفياء وعبيدك الطيعين، تغدق عليهم من وافر نعيمك الذي لا ينضب وهم بحمدك شاكرين، فلا مجلس حسابات يهابون ولا قضاء يرهبونن، مبدأهم في ذلك إنا وجدنا أبآءنا كذلك يفعلون فإنا على هداهم سائرون.

ولا حتى كورونا اللعينة استطاعت قهرك أيها الفساد العظيم، تغلق لمن تشاء، وتترك من تشاء حرا طليقا، تقتلع أمتعة هذا وتجيز لمن تشاء الرحيل. وتمنع عن الآخر القدوم وترسل من تشاء بالعويل إلى المستشفى الدولي وتترك من تشاء يموت في منزله بدوليبران القوي.

لله درك أيها الفساد العظيم قد هزمت سعادتي وسعادة المقهورين أبناء الشعب البسطاء فغدوت القدر المحتوم الجاثم على الصدور.

Loading...