فوزية عبدلاوي
القيامة الآن
لا مجال لانتظار النواقيس
الكون يأفل كهارب من زلزال
لا شيء خلفه غير الدمار
ولا شيء أمامه غير الارتدادات المحتملة
حتى الأشياء تعرف الحشر
تتسابق المدن إلى ظلامها
أضواء النيون الباهتة تلهث خلفها
والأرصفة تمتد أفاع إلى السماء
تهرول القصائد نحو شجرة المعرفة
تاركة خلفها شعراء بلا تفاح
يقضمون أعتاب العطايا
بخشوع المريدين
القيامة الآن
يأجوج ومأجوج بربطات عنق
وأحداق تسع الأبناك وكل الخطايا
انفصلوا عن الظلمة
تتارا يحرق المخطوطات
يصفر سمفونية :* المسيرة السلافية*
ويقتلع أغصان الحياة الطرية
بمقابض العطش
القيامة الآن
وأنا في ما بعد الجملة الأولى:
* كن فيكون*
ألتقط بقايا طيني
لأصنع قدمين لنصل الحشر
الكتابان بيدي
على الأول كتب: كنت إنسانا
وعلى الثاني كتب: كنت إنسانا
قيامتي الآن
عرفتها من الدخان المتصاعد
من أحجار اللغة
من العاصفة التي أخذت كل أشرعتي
ورسمتني على الماء ورقة شجر صفراء
تعلن خريف حلم
وأثر مجداف مخروم
على صفحة موجة ثائرة
أنا من أقمت طويلا في روح
انسلت خيوطها كقميص ضيق
وتركتني عارية إلا من الله
الذي قال: كوني فكنت
لكن الكون استعملني معلقة حقائب
وسار أمامي سيدا
وأنا أنوء بالأثقال والقيود
منتظرة * اسرافيل*
لينفخ في الصور
لتسقط الحقائب والقيود
لأسقط أنا
من جحيم الآخر
لؤلؤة على وجنة فردوس
هي قيامتي الآن
هي القيامة الآن…