بقلم: حنان الخميسي
إن الشعبوية في الأصل ظهرت مع زعيم العدالة والتنمية ورئيس الحكومة سابقا عبد الإله بنكيران من خلال خطاباته وكلماته التي يلقيها سواء أثنا الحملات الإنتخابية أو خرجاته الإعلامية وحتى البرلمان لم يسلم من ذلك، والتي كانت تعتمد على دغدغة عواطف المواطنين، من أجل كسب ثقة العامة وأصواتهم، لكن الأمر لا يقتصر عليه فقط، بل هناك من ينافسه على هذا “اللقب” ويتعلق الأمر بحميد شباط الأمين العام السابق لحزب الإستقلال ليصبح بذلك الخطاب السياسي مدنسا بشعبوية مكرسة لآستمالة عواطف الناس واستغلالهم نفسيا وعاطفيا مما أدى في نهاية الأمر لاندحار العمل السياسي المغربي شيئا فشيئا.
إن السياسي الشعبوي لا يهتم إلا بالوصول إلى غايته الذاتية حتى لو كان ذلك يتعارض مع المبادئ، ليستفيد من الأزمات السياسية والإقتصادية ضامنا هيمنته على المشهد السياسي ليصل أخيرا للحكم لأنه وببساطة لا يمكن تعريضه للمسائلة من طرف الشعب فالترابط العاطفي يمنع أي تحليل عقلاني لمجريات الأمور.
قبل أيام قليلة قام الوزير السابق والبرلماني إدريس الأزمي المعروف حاليا “بالبيليكي” في مداخلته المثيرة للجدل خلال جلسة المالية بمجلس النواب بخصوص معاشات وتعويضات البرلمانيين والمنتخبين بوصف المؤثرين الإجتماعيين الذين آنتقدوا هذه الأجور السمينة والمعاشات التقاعدية القائمة مدى الحياة إلى أن تورث بالشعبويين.
ما يجب أن يفهمه الآن كنائب عن الأمة كما يدعي هو أن هؤلاء المؤثرين لا ينتقدون أجرته كبرلماني أو كعمدة فاس مع بعض الإمتيازات الأخرى. رغم أن هذا الأمر غير معقول بحيث لا يعقل البثة أن تكون هناك شرائح من هذا الشعب لا تجد حتى دراهم معدودة، مما يحول لحسابه البنكي نهاية كل شهر هذا هو الريع الحقيقي هذه هي أموال السحت يامن تدعون عكس ذلك.
ربما من الممكن أن نتفق على أن هناك بعض المؤثرين في مواقع التواصل الإجتماعي أو بالأحرى الفيسبوكيين يوجهون لخطابات معينة من أجل تبخيس الحياة السياسية لكن لابد أن نشير إلى أن هناك ذبابا إلكترونيا تابعا لحزب العدالة والتنمية همه الوحيد هو تشويه صور قيادات الأحزاب الأخرى وترويض الرأي العام على مخططات البيجيدي. لكن عندما أصبح بعضهم من معارضيهم بعدما كانوا من أنصارهم سابقا قاموا بوصفهم بالشعبويين والتي هي صفة مؤصلة في خطاباتهم ومواقفهم والتي لولاها لا ماوصلو التدبير الشأن العام الوطني.
في الواقع السياسيون أنواع : فهناك السياسي الذي ينافي قوله فعله، السياسي الذي يتطابق قوله مع فعله، وهناك السياسي الذي لا يتفوه إلا بما يعجبهم. هذا هو السياسي الشعبوي المبتلى بحب الذات لا الوطن بحيث يراه على هيأة عقارات وأراضي وأرصدة بنكية ويرى المواطن محرد جسم منتج للأرباح.
فإلى متى سيظل المواطن المغربي يتجرع المعاناة جراء نفاق وشعبوية هؤلاء الساسة الذين يبتغون مرضاة السلطة بسخط الشعب؟ إلى متى؟