نص.. مطر الصباح

يوسف خليل السباعي

هذا الصباح، فكرت أن أمشي تحت المطر. لامظلة لي، سماء شاسعة تكاد تلامس قلبي، شوارع وأزقة فارغة، وأخرى بها بعض المارة.
سيارات أجرة كبيرة وصغيرة، شباب يستظلون الشجرات، وشرطي مرور يرتجف من البرد، واقف في البعيد، يخشى المطر.
لا”اتخشاه أيها الشرطي، إن المطر يغسل القلوب”، قلت في سري.
أزهار: أستند على حائط صغير، أصور أزهارا تذكرني بنساء رحلن، ببقايا صور.. وبعد برهة تأتي اللقطة لوحدها: شيخ يتلمس وجه الكون، يتنفس بصعوبة، يصعد الدرجات، غير خائف، مثل بعض المطلقات، كطفل يتعلم المشي.
اللقطة صغيرة، لكنها دالة: الشيخوخة.
يجلس الموت على صدري، أتذكر صدرها العطوف، وهي تقول لي، وقطرات الدمع تلتصق بوجنتيها: “أحسست بك كأنك ولدي”. تنتهي اللقطة، كما في السينما، تلك الغرفة المضاءة، التي كتب عنها الكاتب والسيميائي الفرنسي رولان بارت.
أخبأ الموت في جيب سروالي الجينز الأيمن، وأمضي صامتا تحت المطر.
ولايلبث سوى المطر.
مطر… مطر.

Loading...