بقلم : حنان الخميسي
إن قضية الصحراء المغربية تعد من أطول الصراعات الترابية في التاريخ الحديث لتعدد الأطراف المعادية فيها و الناكرين لحق المغرب في صحرائه . لقد آستمر هذا الصراع لأربع قرون دون توقف و دون حصول أي تقدم ملموس في آتجاه إيجاد حل نهائي و آتفاق موحد منذ أن آنطلق هذا الصراع في ستينات القرن الماضي بعدما طالب المغرب آنذاك بآستعادة صحرائه مباشرة بعد تحقيقه للإستقلال.
الآن و بعدما كسرت الأحداث الأخيرة في المنطقة العازلة الكائنة بالكركرات الفاصلة بين المعبر الحدودي المغربي و الموريتاني الهدوء الذي شهدته المنطقة منذ آتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1991 ،كانت هذه الخطوة رد الفعل الطبيعي للمغرب بعدما أقدم الكيان الوهمي المزعوم على غلق الطريق التجاري الرابط بين المعبرين مما آضطر الشاحنات للتوقف الإجباري في آنتظار فتح الطريق من جديد . لقد بقي الحال على ماهو عليه لمدة 3 أسابيع متثالية دونما تجاوب يذكر مع مختلف الإتصالات و الجهود الخاصة التي قادتها بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية “مينورسو” محاولة منها فتح الطريق الحيوي الرابط بين البلدين إذ أدى لخسائر مادية كبيرة لأصحاب الشاحنات التجارية من جهة و للشركات التي تنشط في الربط بين القارة الإفريقية و الأوروبية من جهة أخرى.
بعد إعلان القوات القوات المسلحة الملكية المغربية الجمعة الماضية عن قيامها بعملية عسكرية آستفاق الشعب المغربي على خبر ذب الفخر في عروقه و صنع يومه في ظل هذه الظروف الإستثنائية التي يعيشها العالم ألا وهو النجاح الساحق التي عرفته هذه العملية بحيث فتح المعبر من جديد و تم بناء جدار أمني عازل والذي يعد تحولا آستراتيجيا مهما جدا لمجريات الأمور إذ و أخيرا بات المغرب يفرض سيطرته الكلية على المنطقة و على أبواب المعبر الموريتاني.
لا شك أن هذه الخطوة الخرقاء التي قامت بها عصابة البوليساريو كانت في صالح المغرب مئة بالمئة حيث و بقيامها بهذه الحركة الخسيسة لم تثر سخط المغرب وحده بل العالم بدوره ، لأنه و كما هو متعارف عليه الكركرات بمثابة شريان آقتصادي دولي محوري للنقل التجاري بين أوروبا و أفريقيا.
إن ما يجب أن يؤخد بعين الإعتبار اليوم هو أن هذه العصابة البائسة التي تسمي نفسها جبهة البوليساريو لم تكن يوما ندا عسكريا للجيش المغربي و لن تكون ، و إعلان إنسحابها من آتفاقية وقف إطلاق النار و تهديدها بالحرب و كذا المناوشات المسلحة الفارغة و الفاشلة على الجذار الأمني العازل ما هي إلا محاولة من رجل عجوز طريح الفراش النهوض و المشي من جديد.
إن العلم المغربي الذي يرفرف الآن في المنطقة العازلة بالكركرات ماهي إلا تمهيدا لخطوات وتحولات مهمة في قضية الصحراء المغربية إذ ستكون لها تداعيات كبيرة خلال المرحلة القادمة ستساهم في حل هذه الأزمة التي عمرت لعقود وحالت دون قيام اتحاد.