النميمة

يوسف خليل السباعي

لم تكن النميمة دائما محصورة على النساء كمايفكر من عقله كفرخ الدجاج، فالنميمة يقترفها الرجال ٱيضا، وقد يكون الرجال في الصف الأول في النميمة.
في المقهى تتفشى النميمة بشكل كبير كما في أمكنة أخرى، وهناك من الرجال والنساء من يصاحب النميمة وتصاحبه إلى السرير.
النميمة آفة مجتمعية مسيئة لايمكن أن تمحي في أي مجتمع، وفي المجتمع المغربي تنتشر النميمة كالنار في الهشيم.
إن النميمة ليست تلصصا على حياة الآخرين وأسرارهم، وقول مايقال أو لايقال، وتبرئة الذات من كل القذارة ورميها على الآخر، وتنزيه الذات عن كل كلام أو فعل “قبيح” متوهم فحسب، بل هي الدخول في شؤون الآخرين، ومتابعة كل حركاتهم وسكناتهم، وخلق خطاب إيديولوجي انطلاقا من فكرة معرفة الآخر وأسراره، في حين أن النمام لايعرف إلا الضباب، ويعيش في الوهم، ويخلق خطابه الإيديولوجي الوهمي المسيئ الذي يشتهيه.

Loading...