بقلم: يوسف خليل السباعي
كتب جون لوبوك:” يوم واحد للقلق هو أكثر إرهاقا من أسبوع كامل من العمل” ( عن سطر).
جعلني هذا المكتوب حالما قرأته أفكر في سقراط وقلقه. وكان رولان بارت قد خصص شذرة من كتابه الرائع والمتفرد ” شذرات من خطاب عاشق” ل” القلق” وذكر قلق سقراط قبل قيامه بتجرع السم في لحظات الحكم عليه. إن قلق سقراط كان ظاهرا. مؤلما، ولكنه خفي؛ وليس القلق بالشيء السهل، إنه قلق من الموت، قلق من فراق هذا العالم المسيء، الجاهل، العفن، المستبد، وغير الفاهم للحقيقة. إن القلق، كما يراه جون لوبوك هو مرهق، وهذا الإرهاق يأتي من عدم الفهم، ومن عدم إدراك حقيقة الكلمات والأشياء، ومن عدم التواصل، لأن التواصل الحقيقي هو الذي يهزم القلق. إن الشخص الذي يسيطر عليه القلق يعيش حالة من عدم الفهم، مع أنه يدرك أنه حبيس القلق. وأن لامجال له ليتحرر منه، لأن القلق مدمر، وشيطاني. لسبب واحد، هو أنه يجعل الفكر يشتغل باستمرار اللحظة. القلق لحظي، آني، ومتعب.
القلق مرهق بأكثر بكثير من أسبوع من العمل. لماذا يقول لنا جون لوبوك ذلك. هل هو عاش ذلك، فعليا؟!… لربما، جرب ذلك. ببساطة، إن العمل في أسبوع، مع أننا لانعرف أي نوع من العمل يقصد جون لوبوك، هو أداء وظيفة، وظيفة عادية، تتحول إلى شيء روتيني، استهلاكي، في النفس والذهن، والطاقة الجسدية، ولكنه تكرار، نفهم إوالياته، سرعان ماينسى، ولانتذكره، إنما نعود لممارسته بشكل يومي، اعتيادي، أما القلق فهو أكثر إرهاقا لأنه يجعلنا أمام عدم الفهم!