اعتبرت صحيفة اسبانية، أن المغرب يعتمد أسلوبا تكتيكيا ضمن خطته لاسترجاع مدينتي سبتة ومليلية إلى حاضرته، دون الدخول في أية حرب مع جارته الشمالية.
وأوردت الصحيفة نفسها، الواسعة الانتشار، ضمن تقرير لها، اعتمادا على آراء تحليلات خبراء في المجالات الجيوستراتيجية، ان المغرب بدأ منذ فترة تفعيل خطته لاستعادة نفوذه على المدينتين اللتين تمنحهما إسبانيا امتياز الحكم الذاتي.
وتعتمد خطة المغرب، حسب الصحيفة الإسبانية، على الخنق التدريجي لاقتصاد المدينتين، مستغلا في ذلك تطورات الأوضاع على الساحة الدولية. مشيرة أن السلطات المغربية، بدأت تفعيل خطتها منذ فترة طويلة، حيث تم إغلاق المعابر المؤدية لمدينتي سبتة ومليلية منذ أواخر 2018.واعتبر المصدر نفسه، أن تفشي جائحة “كوفيد-19″، شكل هدية على طبق من ذهب بالنسبة للمغرب، وهي فرصة اغتنمها المغرب لتشديد قيوده على معبري سبتة ومليلية، بعد أن بدأ بذلك بشكل فعلي غير علني قبل فترة طويلة من انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما أدى إلى خنق المدينتين اقتصاديا.
وأضاف التقرير الإعلامي الإسباني، أن خطة المغرب أفقدت الجزيرة الخضراء وزنها وحركة المرور والأعمال، في وقت لا تزال الخطوط البحرية مع فرنسا وإيطاليا نشطة، إضافة إلى اعتزام الرباط تنشيط اتصالات إضافية مع المملكة المتحدة عبر جبل طارق.
وفي موضوع ذي صلة، استدعت وزارة الخارجية الإسبانية الإثنين 21 ديسمبر الجاري سفيرة المغرب لدى مدريد كريمة بنيعيش، لاستيضاحها تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني بشأن سبتة ومليلية المحتلتين من طرف الإسبانيين.وقالت الوزارة في بيان صدر في أعقاب الاجتماع مع السفيرة المغربية إنّ “إسبانيا تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة بلادنا ووحدة أراضيها وقد طلبت (من السفيرة) إيضاحات حول تصريحات رئيس الوزراء المغربي”.
وكان العثماني قد قال في مقابلة أجرتها معه قناة “الشرق للأخبار” التلفزيونية السعودية، إنّ “سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يُفتح فيها النقاش (…) حيث الجمود هو سيّد الموقف حالياً”. وأضاف أنّ هذا الملفّ “معلّق منذ خمسة إلى ستّة قرون، لكنّه سيفتح في يوم ما”.وتخضع مدينتا مليلية وسبتة للاحتلال الإسباني منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر على التوالي. وهما المنطقتان الوحيدتان المتبقيتان لإسبانيا في أفريقيا.
ويأتي الجدل بين الرباط ومدريد بشأن هاتين المدينتين في لحظة حسّاسة بالنسبة للعلاقات بين الدولتين، ولا سيّما بسبب الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يسيطر المغرب على مساحتها كاملة، لكنّ جبهة البوليساريو “الوهمية” تطالب باستقلالها.وحسب خبراء، فإن موقف الحكومة الإسبانية من هذه القضية، هو وجوب الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر الصحراء المغربية اليوم، منطقة تخضع للسيادة الدولة المغربية كاملة ودون نقاش في الأمر.