بقلم: توحيد الحبيب
إن الفنان عبد الكريم بنطاطو المزداد بمدينة الحسيمة و المقيم بمدينة تطوان مشغول بفكرتين: المرأة والرمز، مع أن المرأة في عمله هي جوهر الرجل وأمه الشرعية، لأن أصل الحياة في بعض الأحيان طبيعة رحيمة أو أحلى والدة الأكثر شرعية.
وعلى هذه الأرضية ينسج أسطورته و يذهب بعيدا في رموزها عن طريق استحضار الماضي حيث يكون وجه المرأة في العديد من المظاهر بين الحزن والحلاوة والرحمة وبين الأمل والتوقع والحلم كما لو أن الحلم بين ظلال اللون يستحضر الماضي ويذهب إلى المستقبل.
المرأة ليست الأم المقدسة، بل هي أيضاً الفتنة والملل والحب والكراهية والفرح والحزن، وكل الألوان والخطوط التي يتتبعها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرموز التي يرسمها تشهد على التزام الفنان ببيئته حيث نشأ ويوظفها في معظم لوحاته مع تطور تجربته.
إنه يخلق بيئته أمام امرأة تعبر عن نبض الحياة بمجموعة كبيرة من الألوان التي تجعلها إضافة مهمة لتجربته المميزة. إنه يشبه سر أسطورة خفية أو يجهل كنهها، لكنها تطل كأنها لغز، يبحث عن تفسير.
يمارس هذا الفنان حرية التعبير دون أن يرتبط بمدرسة فنية بل يقف عابرا لكل المدارس، فهو يرسم ما يجول في خاطره ، دون أن يشغل نفسه بالمدارس. اللون في تجربته هو محاولة لقراءة المبهم والتعبير عن العوالم والإنفعالات النفسية وغالبًا ما يستعمل الألوان المتوهجة النارية.
إنه عمل هذا الفنان، وجوهه فيها بسمات غامضة فيها حزن وألم وحيث تسأل العيون وتسأل و أنت ذاتك تسأل…