شهدت سواحل مضيق جبل طارق، نهاية الأسبوع الماضي، مطاردة بحرية مثيرة بين مركب لدورية جمركية اسبانية وزورق سريع تابع لعصابة متخصصة في تهريب المخدرات بين المغرب واسبانيا، انتهت باصطدام قوي أسفر عن مصرع زعيم العصابة واعتقال مساعديه الثلاثة، الذين كانوا على متن الزورق، وتسليمهم للسلطات الأمنية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم.
وأفادت الصحافة الإسبانية، أن فصول هذه العملية المثيرة ابتدأت حين رصدت وحدة بحرية تابعة للجمارك الاسبانية، التي كانت تقوم بعملياتها الروتينية بسواحل مضيق جبل طارق، ورصدت زورقا مطاطيا سريعا يبلغ طوله 14 مترا، ومزودا بأربع محركات قوة كل واحد منهما تصل إلى 300 حصان، كان على متنه أربعة أشخاص مشبوهين، لتسارع الوحدة البحرية إلى الالتحاق بهم ومحاولة إيقافهم، إلا أنهم تجاهلوا التحذيرات الموجهة إليهم ورفضوا الامتثال للأوامر بالتوقف، وانطلقوا بسرعة جنونية في محاولة للوصول إلى الضفة الأخرى من المضيق.
إثره، تضيف نفس المصادر الإعلامية، قامت عناصر الوحدة بمطاردة الفارين لمسافة زادت على 100 ميل وسط البحر، قبل أن تسفر عملية الكر والفر عن اصطدام قوي بين مركب الجمارك وزورق عصابة المهربين، نتج عنه مصرع قائد المجموعة، المدعو “خوان دييغو”، واعتقال زملائه الثلاثة، الذين نقلوا إلى أحد موانئ الجنوب الإسباني، وسلموا للسلطات المختصة للبحث معهم في الموضوع.
وبحسب موقع “اسبانيول”، فإن قائد المجموعة، الملقب بـ “دييغيتو”، الذي يتحدر من بلدة “لينينس” في محافظة مربي بجنوب إسبانيا، كان يحمل على متن الزورق براميل من الوقود بغاية تسليمها لزوارق أخرى بوسط البحر، التي كانت تستعد لنقل شحنة من المخدرات انطلاقا من السواحل المغربية في اتجاه الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق.
وينتظر أن يتم عرض الموقوفين الثلاثة على أنظار القضاء بمحكمة عاصمة الأندلس “مالقا”، بتهم مرتبطة بـ “الانتماء إلى منظمة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات وحيازة واستعمال وسائل نقل بحرية بطريقة غير قانونية مع عدم الامتثال”، فيما لازال البحث جاريا عن أشخاص آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الشبكة، التي تنشط في تهريب المخدرات بين سواحل شمال المغرب والضفة الجنوبية الإسبانية، عبر مضيق جبل طارق باستخدام الزوارق السريعة.