الأحاديث!

يوسف خليل السباعي

لاشيء متعب، وممتع، وجميل في هذا العالم كما هي الأحاديث؛ هذه الأحاديث عابرة كما هو حال شخص ينظر من نافذة السيارة إلى منظر طبيعي، هو في الأصل ثابت، لكنه يبدو من خلال النافذة أنه متحرك.

إننا لانترك وراءنا سوى أثارا نتخيل أنها تتحرك، ولكنها، في الواقع ثابتة.

لم تكن لدي القوة لأتأمل تلك الشجرة القديمة، الميتة، الثابتة، التي وقفت عندها، في الطريق، ذات تمشي؛ لسبب بسيط أن السيارة لم تتوقف، لكن، إذا كانت السيارة لم تتوقف، فمنتوج خيالي كان يشتغل… هكذا، يغدو هذا المنتوج الخيالي لاينبجس إلا من تصور محدد للشيء، للمادة، وللذات، من منطلق ما أفهمه، وأدركه بحواسي!
الأحاديث لاتنتهي…
لكنها تعبرنا ونعبرها بصورة ما!

اللوحة للرسام الفرنسي جيمس تيسو

Loading...