على خطى الشريف الإدريسي.. دار الشعر في تطوان تحتفي باليوم العالمي للشعر

يوسف خليل السباعي

تنظم دار الشعر في تطوان احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يصادف 21 مارس من كل سنة. و حسب بلاغ لهذه الدار، فإنها “ستخلد بيوت الشعر في مختلف الدول العربية هذا اليوم العالمي، من خلال برامج شعرية استثنائية ومتنوعة”.

وذكر البلاغ أنه:” بإشراف من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، تنظم دار الشعر في تطوان هذه الاحتقالية في عدد من المؤسسات الثقافية والفنية والتاريخية التابعة للوزارة”. بالإضافة إلى أن دار الشعر في تطوان اختارت أن تحتفي بالعالم الجغرافي والشاعر المغربي الشريف الإدريسي، الذي “وضع أول خريطة مفصلة في التاريخ الإنساني، وهي الخريطة التي رسمها لملك صقلية روجر الثاني”.

وأشار البلاغ إلى أن دار الشعر تستحضر في شخصية الشريف الإدريسي عالميته، حيث انشغل صاحب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” بوصف أقاليم العالم ورسمها. وقد عبر عن ذلك في شعره أيضا، حين خاطب به كل العالم، وهو يردد: “دَعني أَجُل ما بَدَت لي سَفينةٌ أَو مطيّةْ/ لا بُدَّ يَقطَعُ سَيري أَمنِيَةٌ أَو مَنِيَّةْ”. مثلما عمق هذا النزوع نحو احتضان العالم في قصيدة أخرى يقول فيها: “ليت شعـري أين قبري/ ضاع في الغربة عمري. لم أدع للعين ما تشــتـــاق في بر وبحر”…
وبمناسبة اليوم العالمي للشعر، تكرم دار الشعر في تطوان، حسب البلاغ، الشاعر والزجال والوشاح المغربي مالك بنونة، الذي يعد “أحد الشعراء العلماء المتخصصين في دراسة الموسيقى الأندلسية المغربية، وأحد المهتمين بالمدونة الشعرية الغنائية بين العدوتين. وقد حقق الأستاذ بنونة كتاب “كناش الحايك” الشهير، لادريس بن جلون التويمي، وديوان الرحالة ابن جبير، وكتاب “الروضة الغناء في أصول الغناء”. ولمالك بنونة أشعار وأزجال غزيرة وموشحات كثيرة تغنى بها رواد الأغنية المغربية، وفي صدارتهم صديقه الفنان الراحل عبد الصادق شقارة. وسيتم تكريم مالك بنونة في فضاء المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، حيث توجد واحدة من أهم الجداريات اللوحات التي رسمت عليها خريطة الشريف الإدريسي”.

وأكد البلاغ أنه – ضمن برنامج الاحتفالية-، سيتم تقديم وتوقيع الأعمال الفائزة بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، ويتعلق الأمر بديوان “في عينيك توجد المقاهي أيضا” للشاعر بوبكر لمليتي، وديوان “عندما يعرج العدم” للشاعر عثمان الهيشو، وهما المتوجان، مناصفة، بجائزة دار الشعر في دورتها الأخيرة، إلى جانب ديوان “على وشك التمرد” للشاعرة سارة ابن حرة، المتوجة بالجائزة الثانية، وديوان “في غياهب الغربة الأولى” للشاعر محمد الحسيني، المتوج بالجائزة الثالثة.

وقد وجهت المديرة العامة لليونسكو، كما جاء في هذا البلاغ، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للشعر والشعراء، انطلقت فيها من تساؤل مصيري: “هل يمكن أن ينقذ الشعر الأرض؟”، لما استحضرت الرسالة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي، معلنة أن منظمة اليونسكو سوف تكرم هذه السنة شعراء الماضي والحاضر المدافعين عن التنوع البيولوجي والمناصرين لصون الطبيعة
وبحسب الرسالة، دائما، “ما فتئ الشعراء يدعون إلى تقدير جمال الطبيعة منذ آلاف السنين، في حين يعد صون التنوع البيولوجي موضوعا حديث التداول في مجتمعاتنا المعاصرة… وقد أدرك الشعراء في كل زمان ومكان الأواصر المتينة التي تربط عواطف الإنسان ومشاعره بالبيئة المحيطة به، وبمقدار ثرائها”.

مثلما ذهبت الرسالة إلى أن “الشعر ركن من أركان كينونتنا، فهو قوت القلوب الذي نحتاج إليه جميعا، رجاء ونساء، نحن الذين نحيا معا الآن وننهل من معين تراث الأجيال السابقة ما يعيننا على مواصلة حياتنا”.

ومن فضاء المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، ومدرسة الصنائع والفنون الوطنية، ومقر دار الشعر في تطوان، تنتقل التظاهرة في اليوم الثاني إلى فضاء المعهد الوطني للفنون الجميلة، حيث سيتم الإعلان عن تأسيس “نادي الشعر والفنون”، حيث تشهد الاحتفالية تلاوة رسالة اليونسكو وكلمة الشاعر بالمناسبة، مع الإنصات إلى أصوات الطلبة الشعراء، والإعلان عن انطلاق ورشات الشعر والموسيقى والتشكيل في فضاء المعهد، كما ذكر البلاغ.

Loading...