الخبير!

يوسف خليل السباعي

عندما تقدم بعض المواقع أشخاصا بتسميهتم خبراء. ماذا نفهم؟… كل يفهم ذلك حسب هواه.

لكن، من هو الخبير؟…
إن الأمر لايتعلق بمحلل سياسي، وإنما بخبير. أي بمتخصص في مجال ما، قد يكون سياسيا أو اقتصاديا أو في أي مجال آخر.

إن الخبير لابد أن يكون عمله متواصلا، ولايقف عند حد من الحدود، إنه يعتمد على فهمه للأشياء والقضايا انطلاقا من المسؤولية العميقة الأبعاد للوقائع، وللتجارب، ولمساءلة الحقائق والكشف عن بواطن الأمور واستخراج المعادن الأصلية من المزيفة.

إن الخبير هو رجل خبرة وتجربة. كان ويكون وسيكون؛ إذن، هو العارف بالأشياء والمواد، والأقوال والأفعال.

فهو، على ماذكر، شأنه شأن تاجر المجوهرات يعرف الماسة الأصلية من المزيفة، ومن خلال ملاحظاته واستكشافاته وتطبيقاته يتمكن من إدراك حقيقة الماسة بعد معاينتها. وإذن، ماذا عن الخبير الاقتصادي؟… إنه لايقرأ فقط. لايقرأ سطحيا، إنه يستخرج الجوهر. مالم يراه الآخرون. يكشف كالطبيب عن موضع الداء ويمنح المريض العلاج الملائم. هذا هو الخبير.

إن الخبير الاقتصادي لايحلل فقط، بل يناقش، ويختلف، ويضع الحلول انطلاقا من خبرته المعرفية. وماذا عن ما يسمى ب”الخبير السياسي”؟… هنا المأزق. إنه يفشل، يغدو محللا ويقدم ذاته. يسعى للتطابق. لماذا؟… إنه يستخدم خطابا ثنائيا، لا يفحص جيدا نزاع الخطابات. لايستخدم لغة ثالثة. لاينسحب من المشهد ليراه جيدا.

وهكذا لا يكون خبيرا، وإنما محللا: وعلى هذا المستوى تتبدى الدوكسا، ولايغدو كلامه سوى كلام إيديولوجي.

Loading...