صدى تطوان
أخطر ما وقع بعد أيام من “الندوة الصحفية” بتطوان ليست هي منع رئيس جماعة تطوان محمد ادعمار الصحافة المحلية من حضورها واستقدامه لصحفيين خارج مدينة تطوان لتلميع “صورته”، فهذه أمور قد تقبل على علاتها… أخطر ما وقع هو إنزال أنصار البيجيدي وحركة “التوحيد والاصلاح” يوم الثلاثاء 6 يوليوز الجاري بباب الجماعة الحضرية بحي الولاية. أناس جندوا، تحت المباركة العملية للسلطات المحلية (التي يا ما فرقت بحزم تجمعات أخرى غير مرخص لها)، وجاؤوا ليفرغوا حقدهم على شبيبة حزبية في عنف لفظي، هل يعتقد هؤلاء السادة “الغاضبين” (أو الممثلين للغضب) بأن أمور السياسة تحل بالصراخ (أو حتى بالعنف المسلح)؟
وهل يعتقد من جندهم وجيشهم أنه الوحيد القادر على التجييش والتهييج؟ ترى ماذا كان سيتبع لو خرج باقي التنظيمات الحزبية بالمدينة للوقوف أمام مقر الجماعة الحضرية؟ هل كانوا سيحرقون تطوان من أجل خلود ادعمار في الكرسي؟
لقد تجاوز المغرب منذ مدة هذه الأساليب أيها السادة، فالصراعات المصلحية (السياسي منها والاقتصادي…، المعقول منها والمبالغ فيه) تحل بالتصويت وعبر التصويت، وتحل داخل مقر الجماعة الحضرية وليس بالصراخ والترهيب في باب الجماعة…
من شجع وسيشجع مثل هذه الأساليب سيفتح على هذا البلد الأمين نيران شرقية عاتية، ولا يغرنه ما يعتقد أنه يمتلكه من قوة ومن قدرة على الشحن والتهييج… فالكل قادر على الدفاع عن مصالحه قدر استعداد خصمه… لا تفتحوا هذا الباب من فضلكم…!