يوسف خليل السباعي
لايبدو أن الجدال السياسي في مدينة مرتيل بخصوص مرشحي وكلاء اللوائح للانتخابات المقبلة هو نقاش اعتباطي، أو لإظهار العضلات الحزبية والسياسية. إنه أمر عادي، حيث أن التاريخ السياسي لمدينة مرتيل هو تاريخ الصراع السياسي على كرسي رئاسة الجماعة.
وهكذا، من خلال نظرة إلى التاريخ السياسي لمدينة مرتيل نجد بأن المصوتين لم يكونوا يصوتون للحزب، وإنما للشخص بهذا الشكل أو ذاك. هكذا سنجد أشخاصا وأسماء كان لها تأثير وحضور فعلي سياسيا في مرتيل كأسرة أمنيول وأسرة أشبون، هؤلاء تناوبوا على رئاسة الجماعة، التي كانت هي الغاية.
وللإنصاف، ومن خلال توافقات، لاحظنا عبر السلاسل الانتخابية، والمحطات المتكررة، إنجاز عدد من المشاريع، وبعض الإنجازات، ولاينكر أحد ماتحقق من ذلك لمرتيل، برغم بعض المشاحنات والمشاداة الكلامية، والانتقال من التسيير والتدبير للشأن العام الجماعاتي إلى المعارضة بين هذا الطرف أوذاك، ولكن كل الأطراف كان لها نصيب من النجاح والفشل نظرا لعدة عوامل، منها ماله ارتباط بنزوع الخوف والمصلحة. كل هذا، لم يجعل من مرتيل المقطعة، والمفصولة من ولاية تطوان ( التي أصبحت عمالة) وتنسيبها لعمالة المضيق- الفنيدق أن لاتصمد، برغم كافة محاولات تهميشها، وجعلها مدينة عقارية بامتياز عوض أن تكون، كما كان مخططا لها مدينة سياحية، حيث أن مرتيل لا يمكن إلا أن تكون مدينة سياحية حيث تتوفر لها كل الشروط لذلك. ولكن العقبات ماثلة، والأوضاع الاقتصادية المتردية والتشغيلية بالأساس تزيد من التردي والتدهور واليأس، فضلا عن تزايد البيروقراطية وانعدام التخطيط البرنامجي الذي يؤثر في تنمية هذه المدينة، حيث التسيير والتدبير الجماعاتي الأخير كان ضعيفا إلى حد ما ولم يتم أي تغير.
إن الصراع سيعرف ذروته اليوم، وعلى مقربة من الانتخابات المقبلة، بين حزب الاتحاد الاشتراكي بقيادة محمد أشبون، الذي يساند الوجوه الحزبية الشابة، التي فرضت نفسها سياسيا، واعتماد جابر أشبون وكيلا للائحة الجماعة بخصوص الانتخابات المقبلة، والذي خلق صراعا داخليا ثانويا تفجر اليوم، ولكنه قد ينطفئ مع بداية الحملة الانتخابية للحزب، وبين “محترفي” السياسة من يريدون الوصول بأي حال إلى كرسي الجماعة، هؤلاء الذي تلذذوا بالكرسي.
وإذا كان الهدف الإنتخابي هو الوصول إلى الكرسي، فإن هذا الأمر لن يحسم إلا بالنتائج، وكذا التحالفات فيما بعد باعتبارها المحدد الجوهري في أي عملية انتخابية.
ومن هذا المنطلق، سيكون القاسم الانتخابي حاسما في فوز أكثر من حزب، إلا أن حسم كرسي رئاسة الجماعة سيكون هذه المرة صعبا للغاية؛ ولعل التجارب الانتخابية المنصرمة في مرتيل تؤكد ذلك.
ومع ذلك، ننتظر لنرى.