يوسف خليل السباعي
كل الأوراق السياسية والحزبية لحزب التجمع الوطني للأحرار، بل وكل التكهنات، وحتى الصمت المقلق، أدركت برمتها أنه سيتم تزكية رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للحزب ومنسق جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وهكذا، وعلى هامش اللقاءات التحضيرية للاستحقاقات التشريعية المقبلة، تم تزكية رشيد الطالبي العلمي عن دائرة تطوان. وإذن، هذا تم بموافقة عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. لماذا، كما سألت في مقال سابق كان، وسيكون رشيد الطالبي العلمي وكيل لائحة جماعة تطوان للحزب (هذا سيظهر قريبا، ترقبوا المشهد المقبل) ووكيل لائحته التشريعية بدائرة تطوان؟!… الجواب عن هذا السؤال يستدعي منا التأريخ للرجل سياسيا والمناصب والمسؤوليات الوزارية والبرلمانية وحتى الجماعية، بالنسبة لهذه الأخيرة في تطوان، التي تحملها.
ولكن الأمر يستدعي دراسة معمقة حول هذه المسيرة السياسية والحزبية للرجل الذي يعتبر داهية سياسية، ومحركا للفعل السياسي داخل حزب التجمع الوطني للأحرار منذ البدايات. لكنني سأكتفي ببعض الأدوار التي يسجلها عليه التاريخ:
أولا، لم يخلق رشيد الطالبي العلمي منافسا حزبيا يستطيع أن يقوم بدور جوهري في تحريك الحزب بتطوان، وإنما خلق تابعين له، ففي غيابه لا يمكن أن يتحرك شيء.
ثانيا، مهامه الحزبية والسياسية بالرباط ومسؤولياته كانت عائقا أمام حضوره في الميدان، فهو لاينسق إلا في الحملات الانتخابية.
ثالثا، لم يشكل فريقا إعلاميا؛ وكذا سياسيا قويا ومكونا داخل الحزب وجماعة تطوان من المستشارين بالمعنى الحزبي للكلمة منذ الانتخابات الأخيرة المنصرمة، وفضل أن يساند رئيس الجماعة محمد إدعمار عند تشكيل الرئاسة في الأول، ولم يلتحق بالمعارضة في المجلس الجماعي الذي يمثلها الاتحاد الاشتراكي بتطوان، وهذا خلق تناقضا وارتباكا غريبا داخل المجلس المذكور.
رابعا وأخيرا، يضع رشيد الطالبي العلمي الثقة في بعض المرشحين وخصوصا بعض وكلاء اللوائح وهو أمر ينبغي أن لايكرره، لأن اللعبة السياسية ماكرة، وهل يمكن في السياسة وكيفية ممارساتها أن تثق في الثعالب!…
ومع ذلك، لا يمكن أن ننكر أن رشيد الطالبي العلمي هو رجل سياسة بامتياز، رغم بعض الإخفاقات والنجاحات، ولكنها إخفاقات يمكن تخطيها، بهذا القدر أو ذاك، خصوصا على صعيد الانتخابات المقبلة إذا تم تدبير الحملة الانتخابية بطرق مغايرة للحملات السابقة، والمحاربة بشكل فعال، وعدم وضع الثقة في الثعالب.