يوسف خليل السباعي
كمثل معزوفة موسيقية تتكرر كل ليلة على مسامعنا، يتم إخلاء كورنيش مرتيل من المواطنين المغاربة- المصطافين، والذي يعرف اكتظاظا كبيرا ومهولا؛ فحرارة الصيف الملتهبة تدفع هؤلاء المواطنين إلى الخروج والتجوال، والجلوس في المقاهي والمطاعم، وعلى العشب الأخضر، وغيرها من الأماكن، من طرف رجال الشرطة والقوات المساعدة، الذين يقومون بواجبهم المهني طبقا لأوامر رئيس مفوضية شرطة مرتيل ووالي ولاية أمن تطوان، والسلطات، وذلك تنفيذا للقرار الحكومي الصادر خلال هذا الصيف بالإقفال في الساعة التاسعة ليلا.
وهكذا، يستجيب الجميع لهذه الأوامر لاسيما وأن الوباء تضاعف مؤخرا بالمغرب وهناك العديد من الإصابات والوفيات.
قبل التاسعة، يستمر قطار الحياة في السير بشكل عادي، وتنتعش الحياة الاقتصادية بصورة ما، ولكن بعد ذلك، لابد من الإقفال، حيث تتضاءل حجم الخسائر بالنسبة إلى الحجر الصحي كما في الماضي… إن الفتح والغلق يستندان إلى قرار حكومي، بواسطة لجنة علمية، قد تستكشف عدد الإصابات بالوباء ومضاعفتها، ولكنها لا يمكن لها أن تتصدى للاكتظاظ في وضح الشمس، لأن القرار حدد الساعة التاسعة، وهو أمر يثير أكثر من علامات استفهام، ولكن القرار حكومي في الأصل، وينفذ على أرض الواقع. وليست مرتيل إلا نموذجا.