– ربيع الرايس؛ السبت 28 غشت 2021
بهد انتهاء كذبة “لجنة دراسة 18 فرقة” التي تم بها تنويم مختلف مكونات المغرب التطواني (مكتبا وجمهورا…) سارت الأمور تأخذ منحاها “العادي”. فالغازي الذي لم تنته مدة رئاسته بعد (وستنتهي في الموسم المقبل) يتصرف بمسؤولية لحد الآن. طبعا من الواضح أن الفريق في حاجة لمقاربة مختلفة ولنفس جديد يأتي من تغيير المكتب وتوسيع دائرة المنخرطين والبحث عن أفكار جديدة وخلاقة تسمح للفريق بإعادة تشكيل قوته واستعادة مكانه في القسم الأول وكرقم مؤثر في الخريطة الكروية المغربية. فالمكتب الحالي قام بما في استطاعته القيام به، لكن لا يمكن أن يطالب نفسه أو يطالب بالمستحيل. الفريق في حاجة لموارد جديدة ولأفكار توفر هذه الموارد ولمنخرطين جدد قادرين على إنتاج أفكار ومبادرات خلاقة…
خارج هذا لا يمكن أن نطالب من الفريق الحالي سوى تدبير سنته الأولى في القسم الثاني في انتظار التوفر على حلول لما هو أفضل من هذا…
من هنا تأتي أهمية حفاظ الفريق على استقراره الإداري في انتظار اتضاح الرؤيا، وهنا عوض الاستمرار في تحطيم ما يقوم به الرئيس، والمكتب، يتوجب الصبر والتمسك بالحكمة من أجل ضمان استمرار المغرب التطواني. فالفترة تتطلب تواجدا إداريا يقظا ينظم الجوانب الإدارية مع جامعة تبث أنها لا ترحم تطوان بل تزدريها، تواجد ينظم الإنتدابات وصفوف الفريق ليتمكن من الشروع في موسمه بشكل عادي…
اتضح في المقابل أن العطار (من أمريكا) ، حسب قوله، غير قادر على “إصلاح ما أفسده الدهر”، هذا إذا افترضنا أن ترشيحه لم يكن سوى استعراضيا من قبل…
أما عبد المالك أبرون الذي أخطأ الجمهور في حقه حين هاجمه في موسم 18-2017 وطالبه بالرحيل (وقد اتهم ع. أبرون فئة من الجمهور مؤخرا بمهاجمته من طرف عناصر من الألتراس بمقابل من جهات مضادة له)، فلم نر منه سوى مواقف يمكن بسهولة تصنيفها في باب تصفية الحسابات دون مراعاة لمصلحة الفريق ولا للمدينة. وكأن من “خلق” المغرب التطواني (كما ادعى عن خطأ مع تثمين ما قام به أيام رئاسته) يريد أن يمحو الفريق من الوجود… فريق المغرب التطواني مر من أزمات أخطر وتجاوزها لأنه فريق مدينة ستعود قريبا لاحتضانه بأبرون أو غيره.
في حديث له، مؤخرا، مع إحدى المواقع المحلية اختبأ ع. المالك أبرون وراء بعض المبررات “التقنية” ليتنصل من وعوده السابقة بالإمساك بمقاليد الفريق (كما صرح لراديو مارس بعد نهاية الموسم). فالرئيس الحالي مازال أمامه موسما إضافيا كرئيس قبل أن يخضع منصبه للتجديد وقد سمع، كما سمع الجميع ب”رغبة” البعض في الرئاسة وانتظر، كما انتظر الجميع، وصول ترشيحات جدية للفريق وهو ما لم يحدث. كان بإمكانه أن يختار الاختيار الأسهل وأن ينسحب ويرتاح من ضغط غير ضروري ويتفرغ لشؤونه الخاصة، لكنه تصرف بمسؤولية حاليا بالحفاظ على كيان وإدارة الفريق إلى غاية اتضاح الصورة. لا نعتقد هنا أن الغازي سيستمر لعدة أسباب منها الحملات الشخصية الهوجاء ضده، ومنها الصعوبات التي تعترض الفريق في تدبير موارده والتي اتضح عجز المكتب الحالي، كما مكتب أبرون في سنواته الأخيرة، على تدبيرها.
أما ع. ابرون فمن الأفضل له أن يتوارى للوراء بعض الشيء كي لا تبقى منه سوى الذكريات الطيبة مع الفريق والمدينة. لن تنسى تطوان أن المغرب التطواني ذبحت في حضور ع. أبرون حين سلب منها حقها في اللعب بإفريقيا. ابتلع ع. أبرون لسانه ولم يتكلم في الموضوع ولا سمعنا منه إنه عزم على الاستقالة وقتها، بل تمسك بكرسي لم يصل له سوى بفضل المغرب التطواني،. كما لم نسمع له صوتا حين تعرض الفريق لكارثة اللعب خارج ملعبه طيلة الموسم ولم يحتج على مماطلة الجامعة أو الجهات المسؤولة في إصلاح الملعب مما ساهم في إضعاف الفريق وجعله يتنافس في ظروف غير متكافئة مع باقي خصومه. والآن ها هو يدفع نحو الفراغ الإداري القاتل بمطالبته باستقالة المكتب في وقت جد حرج ودون توفر بديل مباشر. ولا ندري حتى إن كان ع. أبرون من منخرطي النادي القانونيين الآن وهل من حقه الترشح للرئاسة وهو الرافع لدعاوي قضائية ضد الفريق…
جمهور تطوان الواسع يضع يده على قلبه الآن وليس له من منفذ عملي لمساعدة الفريق في الوقت الراهن.
أما بعض فصائل الألتراس فهي في طريق محفوف بالمخاطر لأنها ترغب في تجاوز دورها كفصيل رياضي بالدخول في مشاكل سياسية بعيدة عنها كالتهديد بالدعوة لمقاطعة الانتخابات التي تعتبرها “وهمية”. يمكن لأي شخص أن يعبر عن رأيه في الشأن العام وأن ينخرط أو لا ينخرط في الأحزاب لهذه الغاية، لكن حشر فصيل أو فصائل رياضية (وفي صفوفها العديد من القاصرين) في أمور من نوع مقاطعة الانتخابات هو طريق للقضاء على هذه الفصائل الرياضية. ونفس الأمر بالنسبة للدعوة الغريبة لمقاطعة منتوجات شركة “تطاون”. فلنفرض ان هذه الحملة نجحت، فالغازي سيصفي شركته وسيبحث عن الاستثمار في مدينة أخرى وانتهى الأمر، أما العمال والفلاحين المرتبطين بالشركة فسيدعمون صفوف البطالة. ولعلم من لا يعلم فالدول المتقدمة في الديموقراطية تمنع قانونيا حملات المقاطعة التجارية ولا تسمح بها سوى إن تبث وجود عيب واضح في المنتوج المزمع مقاطعته. ما دخل شعبان فرمضان؟
إن أرادت الرؤوس المفكرة لبعض فصائل الألتراس التأثير في شؤون الفريق فعلا، فهناك طريق واحد، الا وهو الطريق القانوني من خلال الالتحاق بصفوف المنخرطين للفريق. طبعا مبلغ الانخراط مرتفع وتعتبر مراجعته من الضروريات الراهنة، لكن الألتراس تعتبر نفسها قوى منظمة تجمع آلاف الأعضاء وبالتالي بإمكانهم انتخاب 20 فرد منهم وإيصالهم من خلال اكتتاب بين أعضاء الألتراس لن يكلف الفراد سوى مبلغا زهيدا.
خارج هذا ستظل الألتراس عرضة للانزلاقات الخطيرة وسيظل بعض أفرادها عرضة للاتهامات من نوع تلك التي مست بعض أفرادها الذين هاجموا الرئيس طيب الذكر الناصر وفرضوا عليه الانسحاب لفائدة أبرون، ومن نوع تلك التي أطلقها أبرون نفسه في حق بعض أفرادها (بدون تسميتهم طبعا) بكونهم استلموا المال مقابل مهاجمته وإرغامه على مغادرة الفريق.
المغرب التطواني أكبر من كل هذا، كما أن قانون تنظيم الأندية الكروية الآن لم يعد يشبه في شيء “قانون” تنظيم فرق الأحياء. والكرة، عموما، تتجه نحو الاحتراف ولا مجال هنا لمطالبة جهة ما بتوفير الفريق والفرجة لجمهور ليس له وسائل أخرى للفرجة، “عندك أو ما عندكش”. الاحتراف يعني تدبير الموارد وموازنتها مع المصاريف وهذا يتطلب سياسة “ماركيتنغ” جيدة وملعب ملائم وجمهور منخرط كبير وفعال ماليا. يمكن لمشروع احترافي كروي أن ينجح في تطوان لو وعى كل طرف بمسؤولياته وابتعد عن الحروب الوهمية والفارغة، فالموهبة الكروية موجودة دوما هنا بتطوان ونواحيها. كما ان الأفكار موجودة بحكم احتكاك الجمهور الواسع مع تجارب احترافية راقية. الهدوء والوحدة والتبصر من طرف جميع المتدخلين أصحاب النوايا الصادقة هم مفاتيح الانبعاث.
“نعلو الشيطان” في فريق المغرب التطواني يا ناس!