يوسف خليل السباعي
إن ما وقع في جلسة اليوم الإثنين 25 أكتوبر 2021 بالبرلمان المغربي من ضجيج حول جواز التلقيح لايبشر بخير.
اكتفى رئيس الجلسة بتريد كلمة ” رجاء”.
من حق أي نائب برلماني أو نائبة برلمانية التعبير بكل حرية عن الموقف من إشكالية جواز التلقيح على أساس أن يكون هناك احترام. والاختلاف أساسي في هذه الإشكالية، إلا أن الضجيج لن يجعل الأمور تتقدم.
في تجربة برلمانية، ليس في المغرب وحده، بل وحتى في الخارج يكون هناك مثمن ومنتقد، مع وضد، ولكن ماينبغي أن يسود داخل البرلمان هو الاحترام.
إن الاحترام داخل المؤسسات هو الذي يعطي صورة كلية عن الجدوى من أي عمل سياسي أو برلماني.
إن المصوتين في الانتخابات الأخيرة لم يمنحوا أصواتهم هباء، بل لأنهم سئموا من حصيلة الحكومة السابقة، و من اللانسجام الذي كان يحصل داخل البرلمان بمجلسيه. ولا يمكن بأي حال من الأحوال إبقاء دار لقمان على حالها، خصوصا وأن هناك خطاب ملكي سامي وجه للبرلمانيين من طرف الملك محمد السادس الذي أعطى الخطوط العريضة للعمل الذي ينبغي أن تعمل به الحكومة الجديدة، وبالتالي، يجب العمل في ظل القوانين والاحتكام للدستور، وهذا لايمنع منعا كليا المعارضة التي كانت بعض أطرافها في الحكومة السابقة أن تنتقد، أو تعترض، أو تصحح، لكن أن تقوم بذلك على أساس الاحترام، وليس الصراع، فالبرلمان، ليس حلبة ملاكمة، حيث هناك منتصر ومنهزم، ولكنه “حلبة” للنقاش، والحوار، وطرح التساؤلات والأسئلة التي تهم الصالح العام في قضايا تشريعية تهم مصير الوطن والمواطن على حد سواء. “حلبة” لممارسة الأسلوب الديمقراطي الحقيقي وضمان الحق في التعبير والدفاع عن كرامة المواطن دون تمييز.
إنه ينبغي اليوم التفكير في البحث عن ذهنية جديدة، مع أنه لابد من القطيعة مع الأساليب الماضوية في تدبير شؤون البرلمان المغربي، فليس الحل هو المطرقة، وإنما هو العمل على ضمان تدبير جديد يعمل على إفساح المجال للاختلاف والحرية وإعطاء صورة مشرفة لهذه المؤسسة التي هي ليست وليدة اليوم، ولكنها تحمل تاريخا بعيد الغور بكل إيجابيات وسلبياته.
لاتنسوا أن الجميع يتفرج، ولهذا السبب، فإن الضجيج لايشوش فقط، وإنما يفرغ المؤسسة من محتواها الحقيقي الذي هو الدفاع عن الصالح العام.