صدى تطوان
عرفت العديد من المدن المغربية، اليوم الأحد، تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية دعت إليها مجموعات مختلفة في منصات التواصل الاجتماعي؛ تحمل بعضها اسم “تنسيقية المغاربة الأحرار” و”تنسيقية المغاربة الرافضين لإجبارية جواز التلقيح”.
وقد شهدت مدن الدار البيضاء وطنجة والرباط أكبر التجمعات الاحتجاجية المسجلة على الصعيد الوطني، والتي ناهز عددها 15 شكلا احتجاجيا، وقد تنوعت ما بين المسيرات والوقفات الاحتجاجية في عدد من المدن المغربية.
وبخلاف مسيرات واحتجاجات يوم الأربعاء المنصرم، لم تسجل الأشكال الاحتجاجية المنظمة اليوم الأحد مواجهات عنيفة بين القوة العمومية والمتجمهرين، إذ شكلت الهدنة السمة الغالبة في مختلف التظاهرات المنظمة، باستثناء بعض التدافعات التي لم تخل من استخدام معدات الفض؛ مثلما حدث في الرباط.
وفي تفاعل مع هذا الموضوع أوضح مصدر أمني مطلع بأن “اليقظة المعلوماتية على شبكة الأنترنت رصدت، خلال الأيام الفارطة، تواتر العديد من الدعوات التحريضية التي تؤلب المشاركين على قوات حفظ النظام، وتشرح لهم طريقة التظاهر بالإغماء، وكيفية استفزاز رجال الأمن وتوثيق ردات فعلهم. بل إن بعض المنتديات على تطبيق ‘واتساب’ كانت تطالب المحتجين باصطحاب أبنائهم القاصرين ووالديهم المسنين لاستعمالهم كدروع بشرية لمنع أي تدخل أمني”.
وفي سياق متصل، يضيف ذات المصدر، رصدت مصالح الأمن العديد من التغريدات المنشورة من حسابات محدثة مؤخرا، والصادرة من خارج المغرب، والتي حاولت الترويج لسيناريو شبيه بالسيناريو السوري، الموسوم بالفوضى والاضطراب المجتمعي، في محاولة للانسياق ببعض المحتجين إلى ارتكاب أعمال شغب على هامش هذه الحركات الاحتجاجية.
وشدد ذات المصدر على أن “المصالح الأمنية أدركت خلفيات ومرامي هذا النوع من التدوين التحريضي، وقامت بتحسيس منتسبيها بضرورة التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات، كما عقدت عدة اجتماعات تنسيقية لتقييم المخاطر والتهديدات المرتبطة بالمحافظة على النظام العام. وقد نجحت في تدبير أكثر من 16 شكلا احتجاجيا عرفته المدن المغربية زوال اليوم الأحد، بدون تسجيل أي مواجهات عنيفة أو ركون للاستخدام المشروع للقوة، باستثناء بعض المناوشات الطفيفة المسجلة رغم حجم الاستفزازات التي تعرض لها نساء ورجال القوة العمومية، والتي وصلت حد الإهانة والرشق بقنينات الماء وحيازة أحد المتجمهرين للسلاح الأبيض بمدينة الدار البيضاء”