بعد مرارة الإقصاء من نسخة الكاميرون

أنس الحسيسن

خلف إقصاء المنتخب المغربي من نهائيات كأس افريفيا للأمم، التي تجرى بالكاميرون خيبة كبرى في أوساط محبي الفريق الوطني و متتبعيه. كرة القدم هي الرياضة الأولى شعبية في جل البلدان، والمغرب هو الآخر تحظى به كرة القدم بمكانة خاصة، مما تجعلها حاضرة على ألسن الجميع. الإقصاء جعل رئيس الحكومة في الجلسة الشهرية عزيز أخنوش أن يتعرض لهذه النقطة، ولم يفوت الفرصة في دعم الفريق الوطني بالنظر للحالة، التي كان عليها اللاعبون بعد الخروج من دور الربع.

مرارة الإقصاء تكبر مع كل دورة، لاسيما وأن المغرب لا يتوفر سوى على لقب واحد حصل عليه في سنة 1976، وهو اللقب الذي لم تفرح به الأجيال الحاضرة مما جعلها تتطلع مع كل دورة من أن يعود الفريق الوطني بلقب ثاني، غير أن ذلك ما زال معلقا، رغم الإمكانات التي توفرها الجامعة للفريق الوطني وهذا بشهادة المدرب خليلوزيتش، الذي اعترف في ندوته الصحفية من أنه هو المسؤول الوحيد عن اختيارات تركيبة المنتخب.

في مباراة المغرب ومصر، لم تكن النتيجة تحتمل القسمة مما يعني أن أحد الفريقين كان لا بد له من الخروج في مرحلة الربع، هي مباراة تنضاف إلى المباريات التي يجريها المنتخب المغربي مع نظيره المصري، والتي تعرف أشياء كثيرة، حيث تحدث عنها خليلوزيتش في ندوته الصحفية، التي عقدها بعد عودة المنتخب المغربي . وأكيد أن هناك أمور عديدة وقعت سواء بالملعب وخارجه، وقد شوهدت تحركات الطاقم التقني المصري بشكل كبير، وما كان يفعله في كرسي الاحتياط، وهذه التصرفات التي كان يسير عليها المنتخب المصري وهو ينازل مضيف الدورة الكاميرون، التي طرد على إثرها مدرب مصر كيروش في مباراته مع الكاميرون بعد أن طرد مساعده في مباراة المغرب، هذا يعني أن هناك من يحضر لأشياء قال عنها خليلوزيتش من أنها لو حدثت في كأس العالم ، لتم طرد الفريق بأجمعه… وهذا ليس مبررا بأن تتوقف محطة المنتخب المغربي في دور الربع، ولا يمكن الحديث عن قلة التجربة والخبرة في هذه المناسبات،  لاسيما وأن العناصر المغربية كانت متقدمة، وكان بإمكانها حسم النزال مبكرا غير أن حضور “اللاعب القاتل” كما أطلق عليه خليلوزيتش كان وراء تغيير النتيجة في مناسبتين، وهو يقصد بذلك اللاعب محمد صلاح، الذي استطاع الإيقاع بالدفاع المغربي في غفلة منه رغم أن عطاء محمد صلاح في هذه الدورة لم يكن مقنعا…

كيفما كان الحال، ستكون الكأس من نصيب السينغال أو مصر في نسخة الكاميرون، البلد، الذي هو الآخر سيتحسر على تضييع فرصة الفوز باللقب على أرضه، وهو الذي صبر كثيرا من أجل احتضان هذا العرس الإفريقي، وبذل جهودا من أجل إنجاح دورته، رغم أنها عرفت وفاة ثمانية أفراد من الجمهور وإصابة  خمسين شخصا في مباراته مع جزر القمر، كما  أنه في مواجهته مع مصر كان في أسوء أيامه، وابتسم الحظ من جديد للمصريين، الذين يجيدون من أين تؤكل الكتف، وهم يصلون إلى المباراة النهائية عن طريق ضربات الجزاء بعد أن أقصوا كوت ديفوار بنفس الطريقة…

كأس إفريقيا للأمم، تقام على سنتين، والموعد القادم ليس بعيدا، وهي النسخة التي ستحتضنها كوت ديفوار، مما يعني أنه مع نهاية دورة الكاميرون ستنطلق الاستعدادات لدورة كوت ديفوار، وبطبيعة الحال، جميع المنتخبات الافريقية تود أن يدون اسمها  في هذا المونديال الإفريقي، لكن الهدف الأسمى هو التتويج باللقب، ما دامت هذه اللعبة لها طعم خاص في نفوس الجميع. وقبل هذا الموعد، هناك عشر منتخبات افريقية تريد حجز البطاقات الخمس  لحضور المونديال، الذي ستستضيفه قطر. المغرب له موعد مع الكونغو الديمقراطية، البلد الذي غاب عن نهائيات الكاميرون، الذي حضره المغرب، موعد هذه المباراة الهامة لا تفصلنا  عنها سوى أسابيع معدودة على الأقل ستكون مناسبة لنسيان محطة الكاميرون.

Loading...