أنس الحسيسن
بعد عامين من توقف حركية وهدير المدرجات بفعل تفشي جائحة كورونا، نتج عنها إغلاق الملاعب في وجه الجمهور، حيث بقيت متابعة ما يجري داخل الملاعب محصورا في فئة حددها القانون من الفرق المتبارية، وحتى وسائل الإعلام هي الأخرى لم يكن مسموح لها بالدخول، وانحصر الأمر في يد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة…
الإعلان عن عودة الجمهور جاء عقب صدور بلاغ حكومي في الموضوع، أعقبه إصدار جامعة كرة القدم بلاغا حددت فيه يوم الجمعة 25 فبراير كموعد لعودة الدفء إلى الملاعب. وكانت إشارة هذه العودة قد جاءت في وقت سابق على لسان عضو اللجنة العلمية والتقنية الوطنية المكلفة بتدبير جائحة كورونا عز الدين الإبراهيمي حين دعا في تدوينة له في “فايسبوك” على أن الوقت قد حان لتفتح الملاعب في وجه الجمهور الرياضي، مخاطبا بصفة خاصة فصائل الألتراس…ومن المعلوم أن جائحة كورونا كانت قد فرضت في أول الأمر توقف جميع أنشطة الكرة في مختلف بقاع العالم قبل أن تعود المنافسات الكروية بدون جمهور، ثم أصبحت عودة هذا الأخير تتم بالتدرج .
على أي دشنت العودة بمباراة الرجاء البيضاوي وحورية كوناكري برسم منافسة كأس عصبة الأبطال الإفريقية بمركب محمد الخامس، الذي شهد بعد ذلك مباراة الوداد البيضاوي والزمالك المصري وهي المباراة، التي عرفت حضورا جماهيريا مكثفا، أنعش خزينة الفريق البيضاوي لاسيما وأن الرقم قد يكون تجاوز مائتي مليون سنتم.
المباريات الرياضية، التي جرت في الفترة السابقة بدون جمهور، مرت باردة و بدون حماس، ذلك أن المدرجات، هي التي تزيد من حماس وفعالية اللاعبين، وهذا ما يحسب في خانة محاسن الجمهور، الذي يوصف من أنه اللاعب رقم 12 في الملاعب،وهذا صحيح، فكم من نتيجة إيجابية حققتها بعض الفرق تكون بفضل المساندة القوية للجمهور للاعبين، وهذا ما حصل في مباراة الوداد والزمالك.
وعلى ذكر هذا الموضوع، فإن أحد المدربين طالب بأن يعاد النظر في مبارياته بالبطولة، وهذا كلام لا نسمعه في البطولات الاحترافية من دول الجوار، فالفرق الكبيرة، لها من الإمكانات ما يسمح لها بان تلعب على جميع الأصعدة المحلية والقارية.
وما دامت المناسبة شرط، فإن الحديث عن دعم الجمهور لفريقه، هو الذي يقتني تذكرته من أجل أخذ مقعد له بالمدرجات، وهذه العملية تساهم حتى في التنظيم لا سيما إذا ما احترمت الطاقة الاستيعابية للملاعب، وعدد التذاكر المخصصة للبيع، فيما تعمل بعض المكاتب المسيرة على فتح أبواب الملاعب بالمجان، وهذا موضوع يتحفظ فيه عدد من متتبعي الكرة.
وإذا كانت بداية فتح الملاعب في وجه الجمهور انطلقت من البيضاء، فإنها توالت مع باقي مباريات البطولة بجميع أقسامها. و ما هو مؤكد من أننا سنرى أجواء حماسية في الملاعب الوطنية، وقد يكون ملعب سانية الرمل من الملاعب، التي قد تشد إليها الأنظار في الدورات القادمة، وفريق المغرب التطواني يسير بخطوات ثابتة نحو العودة إلى مكانه الطبيعي بالقسم الأول، خاصة وأن البطولة الاحترافية في قسمها الأول اقتربت من دخول الثلث الأخير فيما بطولة القسم الثاني دشنت هذه المرحلة، التي تصبح فيها أية نقطة لها وزنها، فنقطة واحدة قد تمنح اللقب أو الصعود أو النزول إلى القسم الأدنى.
على أي فالكل يتطلع في أن يكون رجوع الجمهور إلى الملاعب هو نعمة، وليس نقمة، وقد عودتنا جماهير الملاعب من أنها في مناسبات عديدة و ما ترسمه من لوحات تشجيعية في المدرجات يتجاوز المستوى التقني والفني على أرضية المستطيل الأخضر، ناهيك على أن هذه العملية تساهم في الدعم المالي لميزانية الفرق، التي عانت الشيء الكثير من جراء تداعيات وباء كورونا، الذي نرجو أن يغادرنا بالمرة، وتعود الحياة إلى طبيعتها.