يوسف خليل السباعي
إذا اتفقنا جميعا، وهذا أمر غير صحيح، أن للكتاب عيد سنوي، فهذا معناه أننا نمنح الكتاب قيمته التاريخية باعتباره أداة للتواصل، إلا أن الكتاب لايمنح بسهولة وبشكل مجاني، لأن الموت وحده مجاني.
وهكذا، فإن الكتاب يدخل في دورة تجارية، بمعنى أنه يخضع للبيع والشراء باعتباره سلعة أولا، ثم ثقافة ثانيا.
إن قراءة كتاب لاتتم مجانا، وإنما تدخل في عملية تجارية بالأساس، وعلى هذا المنوال تلعب الميركانتيلية دورها في عملية القراءات.
إن عيد الكتاب بتطوان كتقليد، ليس وليد صدفة تاريخية، وإنما هو صنيع إسباني، لأن هذا هو منبعه ومنه يستمد هذا التقليد قابليته للتحول والتطور.
هل استطعنا أن نرتقي في تطوان بعيد الكتاب ونقدم برنامجا يلبي جميع الرغبات؟. يستحيل ذلك، لأن البرنامج مؤطر اليوم من طرف الجهة المنظمة وهي التي بيدها سلطة القرار. ومع ذلك، فإن عيد الكتاب بتطوان قدم كتابا ونقادا وشعراء ومثقفين أثبتوا حضورهم، وألفوا وأنتجوا كتبا بفضل دور نشر ساهمت في أن تعطي للكتاب وجوده مثل مكتبة سلمى الثقافية وباب الحكمة والسليكي إخوان وغيرها. وعلى الرغم من بعض الهفوات والسقطات التي شابت التنظيم على صعيد القراءات حيث تم تغييب الكتاب نسبيا والاهتمام بالكتاب أكثر، بل والخروج عن نص الكتاب، فإن استمرارية عيد الكتاب هو أمر ضروري، مع أنه يجب أيضا إعطاء الاهتمام للقارئ، لأنه من غير قارئ لا وجود للكاتب ولاللكتاب ولا لعيده.
بقي أن أشير في الأخير إلى أن أروقة هذه السنة داخل خيمة بيضاء شاسعة كانت فكرة جيدة، مع أن الخوف من الخيم بعد حادثة الصعقة الكهربائية التي تسببت في ممات الشاعر والروائي محسن أخريف رحمه الله، ظل جاثما في لاوعينا جميعا، إلا أن التنظيم المفكر فيه بشكل جيد وخاصة الوسائل اللوجستيكية والبشرية هذه المرة في هذا العيد كانت فعالة ومحكمة ومضبوطة ومراعية لسلامة الجميع.
وإلى عيد كتاب جديد في تطوان السعيدة في السنة القادمة بعد احتفائية الاختتام التي ستكون منسقة بين مديرية الثقافة ودار الشعر يوم الجمعة المقبل بدار الصنائع.