المغرب التطواني على أبواب العودة للقسم الوطني الأول، فماذا أعد لذلك؟

ربيع الرايس- الأحد 3 أبريل 2022            
يستعد فريق المغرب التطواني للعودة للقسم الأول بعد مسار ناجح، لحد الآن، وغير مسبوق في القسم الثاني. فعلى بعد 7 دورات لم يعد يفصل الفريق رسميا عن الصعود سوى 9 نقط (في حالة انتصار الفريق الثالث في الترتيب في كل المقابلات الباقية)، يمكن تحقيقها من 3 مقابلات داخل الميدان في الدورات القادمة. هذه العودة ستكون هي التاسعة في حياة الفريق بعد الصعود الأول في نهاية مواسم 59-1960 و64-1965 و69-1970 و73-1974 و78-1979 و89-1990 و94-1995 و04-2005.
هذا الصعود سيكون سبقا في حد ذاته لأنها المرة الأولى التي سيعود فيها الفريق من جحيم القسم الثاني بعد موسم واحد، وهو ما لم يحصل في السابق بحيث أن أقصر مدة قضاها الفريق في القسم الثاني كانت هي موسمين، بينما أطول مدة من البقاء في القسم الثاني كانت هي 8 مواسم. والصعود سبق من ناحية أخرى لأنه مر ب”سهولة” غير مألوفة وتكاد تكون غريبة، إذ لم يشتك الفريق من التحكيم سوى مرة أو مرتين، بينما كان يتعرض في الماضي لمجازر تحكيمية، متعمدة أحيانا، تطيل بقاءه في القسم الثاني.
دور المدرب جريندو في هذه العودة كبير، ولا ندري ما المصير الذي كان ينتظر الفريق لو استمر المدرب الإسباني الأخير، غير المأسوف عليه، في مركزه. نتمنى أن يكون هذا آخر عهد لمدرب إسباني بالفريق، فإذا كانت الكرة التطوانية متأثرة بالكرة الإسبانية، فإن المغرب التطواني يلعب بالبطولة المغربية ويلزمه مدرب يعيش أجواءها وطقوسها. كما لم يسبق لأي مدرب إسباني أن حقق شيئا ما يستحق الذكر مع المغرب التطواني، فحتى لوبيرا الذي قاده في الشامبيونز الإفريقية وجد فريقا جاهزا في قمة عطائه، وقد أفسده بسرعة بعد ذلك…
أرقام جريندو كبيرة، وكذلك أسلوب اللعب والروح القتالية للاعبين بفضل التلاحم مع المدرب، ويستحق أن يستمر مع الفريق لسنوات. كما أن دور المخضرمين من اللاعبين المحليين الذي عادوا للفريق يشكرون عليه (الميموني والكروش والمرابط…).
سيعود الفريق دفي آخر الموسم، دون أدنى شك، للقسم الأول حيث المكان الطبيعي له. لكن!
لكن ماذا أعد الجميع لهذه العودة؟ أغلب اللاعبين الحاليين كانوا ضمن الفريق في موسم السقوط الأخير وإن كان مستواهم فوق مستوى القسم الثاني، فلقد اتضح بأنه دون مستوى القسم الأول. بطبيعة الحال ربح الفريق بعض الشبان، لكن موضوع الانتدابات لضمان البقاء بالقسم الأول سيصبح ضروريا.
فمن أين للفريق بالموارد الضرورية؟ نقول هذا ضمن دورنا كصحافة تطلق جرس الإنذار عند الضرورة. المكتب الحالي عانى الكثير، ومازال، لضمان ميزانية تسيير خاصة بالقسم الثاني، فهل سيتدبر ميزانية القسم الأول ب”الصينية”؟ هل وسع المكتب دائرة المنخرطين واستقطب رجال أعمال قادرين على إنعاش خزينة الفريق؟ هل استقطب المكتب منخرطين قادرين على يجاد خطة تسويقية في مستوى الفريق (وهو بطل المغرب لمرتين وقد يفوز بكاس العرش خلال النهائي المنتظر)؟ هل فكر المكتب في إشراك جماهيره الواسعة كمنخرطين وكعنصر فعال في الدعم المالي للفريق (بطاقات الاشتراك بالدفع المسبق)؟ وفوق هذا وذاك هل فكر المكتب، معه الفاعلين في المدينة من جماعة حضرية وبرلمانيين ومسؤولين جهويين… في موضوع الملعب الجديد الذي ستسمح طاقته الاستيعابية بإنعاش خزينة الفريق؟
الجواب لا يوجد لدى الصحافة… نتمنى أن يوجد عند من يهمه الأمر كي يستقر المغرب التطواني نهائيا في الموقع الذي يستحقه الفريق وجمهوره العريض، والمدينة، في القسم الأول.

 

Loading...