ربيع الرايس، الأحد 12 يونيو 2022
هل مكتوب على الرجاء أن تسقط في يد بعض “الشعبويين” من الرؤساء من حين لآخر؟ البدراوي، الرئيس المقبل، لم “يسخن الكرسي بعد وبدأ ينطق بالأخضر واليابس… لا تهمنا كتطوانيين وعوده بالتبرع بمليار أو عشرين على ميزانية فريقه، فذاك جيبه وتلك فرقته… لكنه صرح بأنه من غير الرجاء والوداد لا يوجد شيئا آخر… طيب يا سيدي عدلو بطولة ليكم بزوج ولعبوها في 30 دورة.
نحترم فريق الرجاء لألقابه ولأنه شرف الكرة المغربية غير ما مرة، لكن كلام البدراوي هذا لن يجلب على فريقه سوى سخط أنصار الفرق الأخرى…أغلب الفرق الشمالية تأسست أو انحدرت من فرق وجدت قبل الرجاء البيضاوي، ولعبت في ملاعب أولمبية معشوشبة قبل أن تطأ أرجل لاعبي الرجاء عشب الملاعب، وأمام أعداد جماهيرية قياسية سبقت باقي ميادين البلاد… فهل هو خطأ مدن الشمال، مثلا، إن لم تنل ما نالت مدينة عملاقة كالدارالبيضاء من إمكانيات بشرية ومالية؟ وماذا فعلت الرجاء بكل هذه الإمكانيات البشرية والمالية؟
أول لقب للكاس تحقق سنة 1974 مع جيل ذهبي فعلا وليس قولا (من نوع “الرجاء لم يكن يهمها الألقاب” وكأنها فرقة سيرك واستعراض…)، وبعد الهزيمة في نهايتين اثنتين… وأول لقب للبطولة تحقق، سنة 1988، بعد أن نفخت السياسة والدوائر المالية في أجنحة الرجاء (وهو نفخ لم يتوفر سوى لبعض الفرق المحظوظة كالرجاء والكوكب والنهضة السطاتية…). وطبعا جاءت هدية الحليب الذي وزعته الدوائر العليا على الرجاء وحدها التي ورثت فريقا هائلا كالأولمبيك البيضاوي فأصبح الرجاء فريق القاب…
لكن هل تحول الرجاء إلى نادي كروي لا يشق لها غبار مثل الترجي التونسي على الأقل (كي لا نظلمه ونقارنه بأندية مهيكلة مثل الأهلي والزمالك)؟ أبدا، أضاع الرجاء كل فوائد الحليب بل بدد ملايير السنتيمات التي جناها من الحصول على الألقاب الوطنية والدولية ولم ينجح في التحول لنادي عصري منظم بإحكام ولا وسع دائرة منخرطيه (مقصيا آلاف الأنصار من شؤون فريقهم وحاصرا القرار في يد قلة من موالين الشكارة تتناوب على الرئاسة) ولا شيد ملعبا خاصا به، أو حتى ناديا يمنح لمنخرطيه وبعض أنصاره فضاءا لجمع شملهم… ويأتي صاحبنا البدراوي هذا ليقول بأنه ليس في المغرب سوى فريقه وفريق الوداد (وهو بريء من تصريح البدراوي الذي يريد ان يحرك النزعة “الكازاوية… )…
طيب، حنا ولاد اليوم، البطولة الاحترافية انطلقت موسم 12-2011 ولعبت منها عشر ألقاب فكيف كانت النتيجة؟ 4 ألقاب للوداد و2 للمغرب التطواني و2 للرجاء و1 لاتحاد طنجة ومثله للفتح الرباطي… نعم، الوداد البيضاوي يسيطر على الألقاب الاحترافية (ولم نسمع الناصري يتبجح أو من سبقه) لكن ما الفرق ما بين الرجاء والمغرب حتى ينفش البدراوي ريشه؟
حين توفر للمغرب التطواني المال والاستقرار الإداري تمكن أبناء المدينة من إبراز مواهبهم التي كثيرا ما حطمها تواجد المدينة فيما كان يسمى “المغرب غير النافع”، وقلة المال والنفوذ أدت إلى ارتكاب مجازر تحكيمية متكررة في حق الفريق ما كانت لتقع لو توفر له ما توفر للرجاء من “مظلات”…
اجمع راسك السي البدرواي واحمد الله لأنك في المغرب فلو تواجد الرجاء في بلد ببطولة محترفة حقيقية لتم إنزاله للأقسام السفلى لأنه مثقل بديون تفوت عشرات المرات إمكانياته ومداخيله، رغم حقنه بأموال لا تحصى من المستشهرين والمحبين “الدوماليين”، وهو ما لا يتوفر لفرق الشمال مثلا…
أعطوا للشمال نفس الإمكانيات يعطيكم بالتأكيد أندية أفضل تنظيما من الرجاء وأكثر ألقاب…